الدوامة

جفرا نيوز - محمد انس العمري
بالرغم من التفاؤل الكبير الذي حظي به الدكتور الرزاز عند تكليفه بتشكيل الحكومة عقب استقال حكومة المقلي تحت ضغط شعبي ، الا ان الجبل تمخض فولد للأسف فأرا ، فالمؤشرات الشعبية لا تدع مجالا للشك ان الحكومة وربانها فشلوا فشلا ذريعا كسابق الحكومات ، الا ان ردة الفعل عليها ستكون اعنف لان الآمال المعلقة عليها كانت اكبر من غيرها خاصة مع حلاوة الخطاب والزخارف الكلامية والاعلامية التي لمست في البداية خطابا مختلفا الا ان النتائج بعد ذلك كانت ذاتها وان لم تكن اسوأ.
اعتمدت الحكومة على ابر تخديرية لتطيل عمرها وربما كان عمرها سيكون من اقصر الحكومات لولا ذلك ، فاعتمدت على المماطلة بقانون الضريبة سيء الذكر عبر اجتماعات محافظات فاشلة بكل معنى الكلمة لتنتهي بإقرارها عبر مبررات احدها تخفيض سبع اساسية كانت ضربة للحكومة عند اعتماداها اذ شملت السلاحف واسماء تبدو للمشعوذين ، ثم اقرت قانون العفو العام بصيغة تزيل عنه صفة العام الا انها شغلت الشارع قليلا ، ومن ثم كان القبض على عوني مطيع بقضية الدخان التي وان اعتبرت انجازا للحكومة الا ان ما تثيره من اسئلة احرجت الحكومة اكثر مما افادتها .
ما زال اليأس سيد الشارع وستمدد ويكبر يوما بعد يوم ، والمؤشرات عليها ليست قليلة فالمسيرات العفوية التي قادت مجموعة من الشباب اليائس الى العاصمة عمان وتحديدا للديوان الملكي العامر للضغط على صانع القرار للحصول على عمل ، والركود الاقتصادي غير المسبوق ، خروج المصانع ، تفشي الجرائم وخاصة القتل بصورة كبيرة ، كلها تنبأ بما لا يحمد عقباه .
ان مطالب الشارع بسيطة لمن اراد سماعها ، تتلخص بمطلبين اساسين ، تغير النهج وان كانت العبارة تبدو فضفاضة للبعض الا انها شعبيا تعني تغير نهج اختيار رئيس الوزراء وطاقمه ، فالشارع يرغب بتعيين وزراء منه ، يعرفون معنى زيادة قيمة رغيف الخبز قرشا ، او زيادة سعر لتر البنزين خمسة قروش ، يعرفون عبء اقساط الجامعة للأبناء ، حسرة الاباء في تأمين لقمة العيش لعائلاتهم ، باختصار شديد يعرفون معاناة الأردنيين وهمومهم .
المؤشرات توحي ان الحكومة تلفظ انفاسها الاخيرة ، الا اننا بتنا نعيش في دوامة ، حكومة تغادر الدوار الرابع ، تأتي اخرى فنسمع وعودا بأكثر مما نشتهي وتعلق املا عريضة ، يطلب منا تحمل القليل لان القادم افضل ، تسوء الامور وتذهب الآمال ادراج الرياح ، تقال الحكومة وتعين اخرى وندخل في نفس الدوامة ، لكن الى متى الرهان على صبر المواطنين ، للصبر حدود يا اصحاب القرار .


حمى الله هذا الوطن بجهود جميع ابنائه وفي ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله حفظه الله ورعاه