خبرة حمد بأسود الرافدين رسمت معالم التفوق مبكرا

جفرا نيوز-كان عيد عشاق منتخبنا الوطني لكرة القدم بعيدين حيث احتفلوا نهاية الاسبوع الماضي بعيد الفطر السعيد قبل ان يحتفلوا امس الاول بفوز ثمين على المنتخب العراقي الشقيق في عقر داره  وبين جماهيره العريضة بهدفين نظيفين في افتتاح دور المجموعات للتصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل  2014 ليتصدر النشامى فرق مجموعتهم بفارق الاهداف عن المنتخب الصيني الذي حقق هو الاخر فوزا صعبا على ضيفه فريق سنغافورة في بكين.
وعذرا من المطرب العراقي الكبير كاظم الساهر فليلة امس الاول كانت بالنسبة للاردنيين العاشقين لمنتخبنا الوطني ليلة عيد وحب والناس معيدين فالفوز كان ويانا وعيدنا بعيدين فلاعبي منتخبنا مروا في ملعب فرانسوا الحريري في اربيل وقدموا تحية النصر للأشقاء العراقيين الذين ذهلوا من هول المفاجأة وصفقوا طويلا للنشامى المزهوين بالنصر الكبير.
 لغة الفوز
في المواجهة العراقية تحدث منتخبنا الوطني بلغة الفوز ولا شيء غيرها ومع ان لغة الحبايب اشكال الوان الا ان همس لاعبي منتخبنا امام اشقائهم العراقيين لم يكن دلال ودلع خلان بل على العكس تماما فالورود البيضاء التي حملوها في بداية اللقاء تحولت في ايديهم رمان احمر بلون دمهم الفاير والمتعطش لتحقيق النصر فكان لهم ما ارادوا.
لقد نجح منتخبنا الوطني في التعامل مع معطيات المواجهة بمنطقية ووفق الاصول وصدق الكابتن عدنان حمد وعده عندما اعلن قبل اللقاء بايام ان النشامى جاهزون لخوض اللقاء والعودة لنتيجة ايجابية.
واذا ما سلمنا ان نجوم منتخبنا تحدثوا بلغة الفوز والنصر فان عدنان حمد كان كلمة السر التي منحت منتخبنا الافضلية , فقد استثمر حمد خبراته السابقة مع المنتخب العراقي ووظفها في خدمة المنتخب وجهز اللاعبين بصورة مثالية ووضع استراتيجية متينة ومنظمة كان مفعولها كبيرا على ارض الملعب, ولعل هذه الخبرة السابقة كانت مصدر الثقة التي تحدث بها حمد قبل اللقاء وهي التي اعطت مفعولا كبيرا على ارض الواقع.
الكابتن حمد تعامل مع واقع افضلية الارض والجمهورللمنتخب العراقي بمنطقية واعتمد على طريقة دفاعية بحتة وكانت نواياه تنحصر في تحييد فاعلية الجمهور الكبير الذي تواجد في الملعب مراهنا على فدائية ونجاح بشار بني ياسين و انس بني ياسين و باسم فتحي وشادي ابو هشهش وخليل بني عطية في ابطال فاعلية الهجمات العراقية مع مساندة واضحة من بهاء عبد الرحمن لادراكه ان سلاح الجمهور الذي يصب في صالح العراقيين سيكون اثره عكسيا على لاعبيه في حال تأخروا في التسجيل وايجابيا على لاعبي منتخبنا وهذا كان بالفعل  فقد تعززت ثقة لاعبينا بقدرتهم على سحب البساط من تحت اقدام العراقيين فيما ساد الارتباك صفوف المنتخب المستضيف وهنا نسج لاعبنا اول خيوط الفوز الكبير.
وبعد ان اطمأن حمد الى نجاعة خطته بقتل اللعب وامتصاص اندفاع المنتخب العراقي جاء الدور على الثلاثي عامر ذيب وحسن عبد الفتاح وعبد الله ذيب في تنفيذ الشق الثاني من الاستراتيجية الذكية لمنتخبنا ليشكل هذا الثلاثي مثلث الرعب للدفاع العراقي وينجح الشاطر حسن في استثمار كرة عامر ذيب العرضية ويزرعها في الشباك العراقية معلنة بداية التفوق الاردني والانهيار العراقي.
ومع انطلاقة الشوط الثاني كانت التوقعات تشير الى ان منتخبنا سيلعب بحذر وسيدافع باستماتة عن تقدمه لكنه غالط كل التوقعات من خلال تفجير مفاجأة من العيار الثقيل عبر هجمة منظمة انطلق فيها عامر ذيب بعيدا عن الرقابة ليعكس الكرة على رأس عبدالله ذيب حاول على دفعتين التسجيل لينجح بعد فاصل مراوغة ناجح في اضافة الهدف الاحتفالي الثاني وقتل الطموح العراقي بامكانية التعديل.
الحذر من الصين
الان وبعد ان انهى منتخبنا الوطني مهمته امام العراق بنجاح لافت وطوى صفحة الجولة الاولى لا بد من التركيز ووضع الاحتفالات جانبا للتفرغ لخوض الجولة الثانية امام الصين مساء الثلاثاء المقبل  التي تعتبر الاهم في مسيرة المنتخب , فاذا كان الفوز على المنتخب العراقي هو مفتاح التأهل للتصفيات فان الفوز على المنتخب الصيني هو الذي سيضعنا على ابواب الدور الرابع منها.
وما من شك ان المباراة المقبلة صعبة للغاية ولا تقل صعوبتها بأي حال من الاحوال عن المواجهة العراقية, ولعل الفوز الذي حققه المنتخب الصيني على سنغافورة امس الاول هو منبع خطورة المواجهة, ففوز منتخبنا يدفع التنين خطوة الى الخلف بعيدا عن المنافسة ويدفع منتخبنا خطوة كبيرة نحو بطاقتي التأهل وعليه فان الحذر مطلوب في المواجهة المقبلة, فلو لا قدر الله خسر منتخبنا فعندها سيعود الى نقطة الصفر ويمنح المنتخب الصيني فرصة ثمينة للتقدم ويعيد المنتخبين العراقي والسنغافوري ليقفا على قدم المساواة مع منتخبنا وهذا ما لانتمناه ابدا فالنقطة ثمينة في التصفيات ولا بد من العمل بجدية تامة حتى لا نفقد احداها.
جمهورنا مدعو للمساندة
نرجو ان تكون اللوحة الجماهيرية الرائعة التي رسمها الجمهور العراقي الشقيق في مساندة لاعبيه في ملعب اربيل حافزا لجمهورنا الاصيل في الزحف الى ستاد عمان الدولي مساء الثلاثاء المقبل لمساندة لاعبي المنتخب في لقاء الصين, فجمهورنا الذي يعد اللاعب الثاني عشر في تشكيلة المنتخب سيكون له الدور الابرز في تحقيق الفوز على التنين الصيني واخماد نيرانه.