نزف لكم التحية بمناسبة العام الدراسي الجديد

جفرا نيوز - كايد الركيبات

‏ أيها المعلم الفاضل، أيتها المعلمة الفاضلة، نزف لكم التحية بمناسبة العام الدراسي ‏الجديد، الذي نتمنى أن يكون عام خير عليكم وعلينا وعلى أبنائنا الطلبة.‏
‏ ونتمنى أن يكون هذا العام خير من السنة السابقة، تكون قد تحققت لكم مطالبكم التي ‏تسعون إلى تحقيقها، متمثلة بنقابة تحقق لكم مطامحكم، وتحفظ لكم حقوقكم التي تلعثمت ‏الكلمات قبل الوعد بها، وأخلفت الوعود التي قطعت لانجازها، وتعثرت الخطى للمضي بها .‏
‏ ونرجو ان يكون هذا العام، عام انجاز وعمل، في تنشئة جيل يكون للعلم والأخلاق ‏والجد كاسبا، فانتم بناة هذا الجيل، الذي بصلاحه يرجى الصلاح، فالمطلوب منكم جهد ‏وعزم وصبر، والأمل فيكم كبير، فهذه الأمانة التي في أعناقكم تستوجب منكم العمل بلا كلل ‏ولا ملل، ونرجو أن تُخلفوا خيرها ولا تُحرموا أجرها.‏
‏ فهذه الأيام، أيها الأفاضل من معلمين ومعلمات، تجيش بها مشاعر الأهالي، فمنهم من ‏له ابن أو ابنه في عامة الدراسي الأول، فهو به مسرور، ومنهم من له ابن أو ابنه في الثانوية ‏العامة، فهو عليه قلق، فهذا عام تقرير المصير، ولا أخفيكم أيها الأفاضل ان المصيبة بين ‏هذين الصفين أعظم وان الخطر بينهما اكبر، فطالب أنهى الصف الثاني لا يميز بين السين ‏والصاد، وطالب في الصف السادس لا يعرف كتابة اسمه من ثلاث مقاطع وطالب في ‏العاشر لا يعرف كتابة اسمه باللغة الانجليزية، ونتغنى بمناهج عصرية ومدارس ريادية ‏وتكنولوجيا رقمية، ونبدأ بتراشق الملامة بين الأهالي والمدارس، ولا نلقي للقضية الأساسية ‏من ضعف التحصيل الدراسي والتسرب من المدارس أهمية.‏
‏ وكلنا أمل في هذا العام، ان لا نسمع ان طالب تعدى على معلمه بالضرب، أو معلم فقئ ‏عين طالبه، أو ولي أمر تهجم على مدرسة، أو وزير تندر على معلم، أو معلم اضرب عن ‏عمل.‏
‏ فكم سنكون سعداء، ان قضى عام لا تسجل فيه بين الطلاب مشاجرة، وكم سنكون ‏سعداء ان تحسن مستوى الأداء في المدارس من قبل المعلمين وطلبتهم ، ولا زلت اذكر قصة ‏يرويها الدكتور إبراهيم بدر الخالدي، حيث ذكر انه وفي يوم عمل رسمي له، زار احد ‏المدارس في محافظة المفرق. ودخل على الصف الثالث الابتدائي. فقال: كانت المعلمة بين ‏طلابها، ويقول: فأخذت اسأل المعلمة بعض الأسئلة، وتجيب المعلمة بثقة كبيرة، إلى ان ‏قالت: أنا أتحدى بان تطلب من أي طالبة في هذا الصف ان تكتب أي جملة تمليها لها، فيقول ‏الدكتور فلما وصل الأمر إلى التحدي، أردت ان اثبت للمعلمة، ان الأمر مبالغ فيه، فاختيرت ‏إحدى الطالبات، فقال الدكتور اكتبي ( مالكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي جنة افرنقعوا ‏عني) قال: فما اخترت هذه الجملة إلا للتعجيز، فكانت الطالبة على قدر المهمة وعند حسن ‏ظن معلمتها بها، وكانت المعلمة على قدر الثقة والتحدي، فقد كتبت طالبتها الجملة بشكل ‏صحيح، وعلى النقيض من هذا الموقف تماما، معلم في مدرسة من مدارسنا، عدد طلابه في ‏احد الصفوف الابتدائية، اثنا عشر طالب، ما استطاع ان يخرج بهم ببياض الوجه، عندما ‏زاره الموجه، فشتان بين تلك المعلمة وهذا المعلم.‏
أيها الأفاضل، من معلمين ومعلمات، ان استشرى الإهمال، والعجز، وكثرت المشاكل، و ‏ساءت الظروف، فانا نرى انكم على قدر من العزم، تلين معه هذه الصعاب، وعلى قدر من ‏العطاء، يثمر جيلا قادر على العطاء والرقي بهذه الأمة، التي استودعتكم فلذات أكبادها، ‏وأقول كما قال من عرف فضل معلمه قبلي ( اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة ‏علمه مني).‏
kayedrkibat@gmail.com