النشامى .. رجال خارج الديار
جفرانيوز-قدم منتخبنا الوطني لكرة القدم الفوز على العراق في مستهل مشواره في تصفيات الدور الثالث لكأس العالم البرازيل 2014 هدية العيد لجمهوره حيث عاد نجوم المنتخب مزهوين بنصر تاريخي بهدفين دون مقابل على اسود الرافدين في وسط مدينة اربيل العراقية بحضور سمو الامير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس اتحاد الكرة وجمهور يزيد على 30 الف متفرج عراقي لوعت الحسرة قلوبهم وهم يتابعون النشامى يحصدون نقاط المباراة الثلاث وصدارة المجموعة بفارق الاهداف عن المنتخب الصيني الذي حقق بدوره الفوز على منتخب سنغافورة بهدفين مقابل هدف واحد.
منتخبنا لعب مباراة نموذجية ولم ترهبه الحشود العراقية التي امت الملعب, فكان الفرسان عند حسن الظن بهم وقدموا مباراة تاريخية تميزت بالانضباط التكتيكي فتمكن حسن عبد الفتاح من افتتاح التسجيل في الدقيقة 42 قبل ان يتمكن عبد الله ذيب من حسم النتيجة بالهدف الثاني في الدقيقة 47 من الشوط الثاني.
وبهذا الانتصار قدم منتخبنا اوراق اعتماده منافسا حقيقيا على بطاقتي التأهل عبر تصدره لفرق المجموعة وسيشكل هدف الانتصار دفعا معنويا لمنتخبنا الذي سيواصل تحضيراته الفنية للقاء المنتخب الصيني في الجولة الثانية من التصفيات هنا في عمان مساء يوم الثلاثاء المقبل.
الاردن (2 ) العراق ( صفر )
استثمر منتخبنا الوطني فترة جس النبض افضل ما يكون ووفق الاصول ونجح نجوم المنتخب في ايقاف الحماس العراقي باداء متماسك ومنظم الى ابعد الحدود حيث ايقن منتخبنا ان طريقه الى التفوق على المنتخب العراقي ستكون معبدة في حال نجح في تطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي وضعها الكابتن عدنان حمد الذي لم يغير في الرسم التكتيكي الذي لعب به في المباريات الودية السابقة وعبر طريقة اللعب 5/4/1 حيث تولى بشار بني ياسين مهمة تنظيف المنطقة الخلفية ومن امامه الثنائي انس بني ياسين وشادي ابو هشهش الذين عملا بصورة فاعلة في تقييد تحركات علاء عبد الزهرة ويونس محمود فيما كان دور باسم فتحي مقتصرا على فرض قيود مطلقة على تحركات الاطراف العراقية.
نجاح خماسي الخط الخلفي في تقييد تحركات مهاجمي العراق انعكس ايجابيا على تحركات لاعبي خط الوسط الذين انيطت بهم مهمات دفاعية اضافية الى جانب دورهم الاساسي في عمليات بناء الهجمات فكان بهاء عبد الرحمن لاعب ارتكاز حقيقيا في العمق فيما كان حسن عبد الفتاح حلقة الوصل بين الذيبين عبد الله وعامر فيما تحرك احمد هايل في الخط الامامي وحيدا وبفاعلية مقبولة الى حد بعيد.
ورغم ان المنتخب العراقي فرض افضليته في منطقة المناورة وكان الاكثر استحواذا على الكرة من خلال التمريرات القصيرة وتحركات نشأت اكرم الذي تولى ادارة اللعب الا ان الخطورة العراقية ظلت محدودة على مرمى عامر شفيع باستثناء المحاولة التي بدأها نشأت الكرم بتمريرة قاتلة الى المندفع علاء عبد الزهرة الذي سدد كرة قوية في غفلة من مدافعينا لترتد من العارضة الى خارج الملعب.
الشاطر حسن يسجل
وبعد ان نجح منتخبنا الوطني في تنفيذ استراتيجيته الدفاعية لطريقة مثالية في النصف الاول من الشوط, بدأت مرحلة تنفيذ الشق الثاني من الخطة والذي تمثل في تحرر حسن عبد الفتاح نوعا ما من واجباته الدفاعية والتقدم الى جانب احمد هايل في الخط الامامي لتتعدل طريقة اللعب الى 5/3/2 وهو ما عزز من فرص منتخبنا في الوصول الى المرمى العراقي فمرر حسن الى عامر ومنه الى بهاء عبد الرحمن الذي سدد كرة قوية بجوار القائم وكان بامكان احمد هايل وضع منتخبنا في المقدمة عندما واجه المرمى مع حسن عبد الفتاح لكنه اختار التسديد بدلا من التمرير لتذهب كرته فوق العارضة وهو ما فعله حسن بعدها مباشرة بتسديدة من حافة الجزاء.
امام اندفاع منتخبنا المنظم وجد المنتخب العراقي نفسه مجبرا على الارتداد الى الخلف والاعتماد على ابعاد الكرات اولا بأول مع الالتحام العنيف احيانا مع لاعبينا.
بوادر الهدف الاردني بدأت تلوح في الافق مع كل هجمة لنشامى منتخبنا وبالفعل تحقق ذلك في الدقيقة 42 عندما بدأ حسن عبد الفتاح هجمة نموذجية وانهاها بامتياز حيث مرر الى عامر ذيب في الركن الايمن الذي بدوره عكسها قوية وفي وقت مناسب لاندفاع حسن عبد الفتاح الذي هز الشباك بعنف مفتتحا التسجيل لمنتخبنا.
هدف التعزيز
منح التصدي الرائع للمتألق عامر شفيع لكرة علاء الصاروخية مع بداية الحصة الثانية من المباراة مزيدا من الثقة للاعبي منتخبنا الوطني الذين جاء ردهم عنيفا عندما اندفع عامر ذيب مجددا من الركن الايمن ومرر كرة نموذجية على رأس عبد الله ذيب الذي سددها قوية تصدى لها الحارس العراقي كاصد لترتد الكرة اليه مجددا ليقدم فاصلا رائعا من المراوغة بثقة عالية مكنته من اجتياز المدافع العراقي والتسديد بثقة وقوة في الزاوية البعيدة للمرمى العراقي معززا التقدم الاردني في الدقيقة 47 .
امام التفوق الاردني اندفع المنتخب العراقي بهدف تقليص الفارق كمرحلة اولى من اجل التعديل فتحرك قصي ونشأت وكرار في وسط الملعب بفاعلية اكثر من السابق وحاول يونس محمود التخلص من رقابة بني ياسين وعلاء من رقابة ابو هشهش دون ان ينجحا في ذلك ليعول بعد ذلك المنتخب العراقي على مهارة التسديد من خارج منطقة الجزاء بعد ان عجزوا عن فك القيود الموضوعة عليهم لينقذ عامر شفيع كرة سامال سعيد القوية فيما نابت العارضة عنه في التصدي للركلة الحرة التي نفذها يونس محمود على الطريقة البرازيلية.
ارتكبت خطوط المنتخب العراقي بعد ان عجز لاعبوه عن فك الشيفرة الدفاعية لمنتخبنا وبمرور الوقت وضح تفوق منتخبنا ولاح في الافق مشروع هدف ثالث لمنتخبنا وهو ما كاد حسن عبد الفتاح ان يفعله في الدقيقة 77 عندما كشف المرمى العراقي بعد ان سحب هايل المدافعين لكنه سدد كرة قوية بجوار القائم مهدرا فرصة هدف محقق.
استأسد دفاع منتخبنا في التصدي لكافة المحاولات العراقية وتميز شادي ابو هشهش وانس بني ياسين بفدائيتهم في ابعاد الكرات من مختلف الاوضاع فابعد بني ياسين كرة يعد القوية من على بعد امتار من المرمى وحرمه من فرصة تقليص الفارق فيما دفع الكابتن حمد بمحمود شلباية مكان عامر ذيب ليلعب في وسط الملعب وعدي الصيفي ليبث النشاط في هذه المنطقة الحيوية فيما تحسن الاداء العراقي بعد التبديلات التي اجراها المنتخب العراقي وكاد البديل امجد ان يقلص الفارق برأسية قوية علت عارضة مرمانا بسنتمترات.
وفي غمرة اندفاع ابو هشهش بكرة مرتدة سريعة انقطع التيار الكهربائي للحظات ليوقف الحكم المباراة حتى الاطمئنان على جاهزية الاضاءة لتستانف المباراة بعد توقف دقائق ويواصل منتخبنا اللعب بتماسك كبير حتى النهاية السعيدة في حصد اول ثلاث نقاط من فم الاسد العراقي.
الامير علي يهنئ
بارك سمو الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي فوز منتخب النشامى وذلك عقب اللقاء مباشرة وكان سموه قد التقى اللاعبين قبل بداية المباراة وحثهم على تقديم افضل ما لديهم كما كان على تواصل مع الجهازين الفني والاداري منذ وصول بعثة النشامى ارض العراق.
من جهة اخرى تمنى سموه ان يحجز المنتخب الاردني وشقيقه العراقي بطاقتي الصعود للدور الثاني من تصفيات كأس العالم.
حمد .. فوز مهم والقادم اهم
من جهته اكد المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان احمد الدور الفعال الذي قام به سمو الامير بحضوره الشخصي للقاء في انفس اللاعبين وقال ان الامير دائما يكون متواجدا في الوقت المناسب كما اعتبر فوز المنتخب الوطني على نظيره العراقي هام للغاية لكنه طالب بتأجيل الافراح وبدء التحضير للقاء الصين حيث يرى حمد ان الفوز على المنتخب الصيني سيضع قدما في الدور الثاني من التصفيات.
واشاد حمد بانضباط اللاعبين والتزامهم بالتعليمات كما اكد ان فوزه على منتخب بلاده وضعه في موقف لا يحسد عليه اذ ان الجيل الحالي من لاعبي المنتخب العراقي كانوا تحت اشرافه في وقت سابق كما ابدى سعادته بالاستقبال الحافل الذي لاقاه وتمنى ان يعود المنتخب العراقي لينطلق في التصفيات على طريق التأهل مع منتخب النشامى.
زيكو .. اضعنا فرصاً
اشاد البرازيلي زيكو مدرب المنتخب العراقي بالمستوى الفني الذي ظهر عليه المنتخب الوطني واعزى خسارة المنتخب العراقي لعدم قدرة لاعبيه على ترجمة الفرص الكثيرة التي سنحت له واكد ان الطريق ما زال طويلا وان المنتخب العراقي قادر على النهوض مجددا وانه سيعمل على معالجة الاخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني.
حسن .. فوزنا مستحق
صاحب الهدف الاول واحد افضل اللاعبين في اللقاء حسن عبد الفتاح اشاد بالجهد الكبير الذي بذله زملاؤه امام 35 الف متفرج واعتبر فوز منتخبنا مستحقا بكل المقاييس وتمنى على جمهورنا ان يتواجد في لقاء الصين لدعم النشامى اما عن تصدره للائحة هدافي التصفيات قال عبد الفتاح المهم ان المنتخب الوطني حصل على الثلاث نقاط من عرين اسود الرافدين.
عامر ..مباراة صعبة
وصف عامر ذيب اللقاء بالصعب نظرا للضغط الكبير من الجماهير التي زحفت لمتابعة المباراة اضافة لقوة المنتخب العراقي ومكانته على الساحة العربية والاسيوية واضاف : الحمد لله ان وفقنا في هذا اللقاء الذي جاء نتيجة جهد متواصل بذله الجهاز الفني والاداري واللاعبون واكد انهم كانوا على ثقة بقدرتهم بتحقيق نتيجة طيبة وما زاد من حماستهم حضور سمو الامير علي اللقاء.
عقل .. حان وقت التأهل
حاتم عقل قائد المنتخب الوطني قال بان الوقت قد حان لتحقيق انجاز جديد للكرة الاردنية بالتأهل على الاقل للدور الثاني من التصفيات المونديالية واشار الى ان الفوز على العراق قد منح اللاعبين الثقة لكن المطلوب الان مزيد من الاهتمام والدعم الجماهيري لقادم المباريات.
لقطات من رحلة العراق
سمو الامير علي رئيس اتحاد كرة القدم كان على تواصل مع الجهاز الفني والاداري عبر الاتصال من عمان قبل ان يحضر شخصيا لمتابعة اللقاء من المدرجات.
وصل المنتخب الوطني ارض اربيل فجر يوم الخميس فيما اجرى مرانه الاول الخميس على ملعب المباراة (فرانسوا حريري) وسط حضور جماهيري مميز.
اكد عدنان حمد في المؤتمر الصحافي الذي سبق اللقاء على اهمية العودة بنقطة على اقل تقدير.
زيكو مدرب المنتخب العراقي استذكر ما حدث امام اليابان في نهائيات اسيا مؤكدا انه ما زال يذكر لاعبي النشامى.
ملأ الجمهور العراقي مدرجات ملعب فرانسوا حريري قبل اربع ساعات من بداية اللقاء.
المدير الفني عدنان حمد حظي بتشجيع خاص من قبل الجماهير العراقية.
المعالج محمد ابو الحوايج وصل فجر الامس بعد ان كانت السلطات العراقية قد اعادته من المطار لعدم حصوله على التأشيرة ما دفعهم لاعادته مجددا لعمان.
الجهاز الفني فتح تدريبه الاول والاخير امام الجماهير ووسائل الاعلام لكنه كان حذرا باختيار اللاعبين وتوزيع مهامهم اثناء التدريب.
طالبت الشركة المحتكرة لحقوق البث مبلغ 300000 دولار نظير منح التلفزيون الاردني حقوق البث ليقوم الزميل ماجد العدوان بنقل اللقاء عبر اثير الاذاعة وتسجيل افراح المنتخب الوطني التي ستبث اليوم.
الزحف الجماهيري جاء من مختلف محافظات العراق وتعدى ذلك بحضور بعض الجاليات العراقية من دول امريكا واوروبا.
بلغ سعر تذكرة اللقاء 100 دولار اي ما يقارب 100.000دينار عراقي ورغم ذلك لم يحصل 35 الف مشجع كانوا خارج الاسوار على تذاكر.
وصل المنتخب الوطني ارض مطار الملكة علياء فجر اليوم.
عمال: واقعيتنا انتصرت
المدرب العام لمنتخبنا الكابتن ياسين عمال اشاد بالروح الرياضية التي قدمها الفريقان في المباراة معتبرا ان واقعية منتخبنا تغلبت على الخبرة العراقية وقال: استثمرنا خبرتنا بطبيعة اللاعبين العراقيين الذين سبق وان اشرفنا على تدريبهم ووضعنا التكتيك المناسب ونجحنا في استثمار الكرات المرتدة السريعة وسجلنا هدفين رائعين.
واضاف: اهدر الفريق العراقي كثيرا من الفرص واستبسل دفاعنا في ابعاد الكرات العراقية واستبسل الحارس عامر شفيع في التصدي للتسديدات العراقية وهو ما عزز فرص المنتخب في الاحتفال بالفوز.