وانتم تنقلون جثمان الشهيد مصعب العتوم من السلط إلى جرش.

جفرا نيوز -  المقدم هيثم نواف الرصاصي

وانتم تنقلون جثمان الشهيد من السلط إلى جرش ، لا تمروا به بالطريق المختصر إلى عين الباشا "نزول الكسارات" اذهبوا بجثمانه لدوار صويلح اتركوه يلقي التحية الأخيرة على رقيب السير المتمسمر هناك .

اتركوه يسمع للمرة الأخيرة نداء السيارات الخصوصية وهم يفتشون بالسر عن راكب لـ "جرش جرش" ، لا تختصروا الرحلة الأخيرة للشهيد ، " لفوا الدوار " على مهلكم كي لا يميل الجثمان الذي سند ظهر الوطن .

افتحوا طرف النافذة ليشم رائحة الأردن للمرة الأخيرة .

على مهلكم " يقول الشهيد " : على الكوع فيه رادار جديد ، استمروا إلى جرش ، مروا بالبقعة و سلحوب و مرصع ، و نزول شبيل ، توقفوا قليلاً عند غابة الشهيد وصفي التل ، افتحوا النعش ارفعوا الكفن واسمحوا له بتأدية التحية العسكرية الأخيرة لشجر الغابة و للسور الوصفي الصخري إمامها .

أعيدوا الجثمان كما كان ، و توقفوا عند أول " ملبنه " على الطريق و اتركوا الشهيد يشتري للمرة الأخيرة "كيلو رايب " لأمه ، ضعوه بين يديها ، و أنصتوا جيداً للزغاريد.

فمن رحم هذه النشميه نبت وطنٌ بحجم شهيد .


رحم الله الشهيد مصعب نزيه العتوم

انا لله وانا اليه راغبون
حمى الله الأردن