اللواء المتقاعد مصلح الكايد حقيقة متجددة
اللواء المتقاعد مصلح الكايد حقيقة متجددة
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
في كل دولة قامات ، ورجالات سطرت في التاريخ أروع المواقف تحديدا في زوايا الرجولة وقوافي الانتماء وبحور شعر الوطنية ..
وتختلف المسميات ويبقى الأصل ثابت والمبدأ واحد والموقف الجاد والحاد تجاه كل ما قد يدنو من طمأنينة الوطن وأمنه واستقراره ..
فالأردن غني برموز لا تنسى ، تعيش بذاكرة الوطن ، وتتجد ذكراهم ، وتبقى نفحات صدقهم واخلاصهم تعطر المكان وتطالب بعودتهم لإنقاذ المؤسسات وإدارة المواقف من هذا المد الجارف في نهب المال والتملق العالي المستوى والانتفاع المتبادل ..
وفي زمن المال السياسي والافلاس السياسي والواسطة والمحسوبية فإن البحث عن شخوص لتقود الموقف في المواقع الهامة والحساسة بثقة عمياء لا يمليها ويدعهما الا تلك الحصافة والأصل النقي والمنطق السياسي المتين والحس الأمني الدقيق العالي عن اللواء المتقاعد مصلح الكايد أتحدث ..
نعم وبكل ثقة فأين الآن سنجد شخصا أبيض اليدين نقي الانتماء عريق الخبرات تسلم عدة مناصب وكانت جميعها بلا استثناء خالية من الفوضى - على أسس المهنية - ، ونقية من الشوائب والشبهات على أسس النزاهة ..
في الدول المتحضرة التي ترسم رواسي الأمان وترسخ مفاهيم المهنية والكفاءة على أرض الواقع ، ستجدهم دوما ما يستقطبون العقول المتقدة بالعطاء على منصة العلم والحضارة ، أما الشخصيات التي تسلمت المناصب الهامة على الصعيد الامني فإنها تتكرر في تواجدها من جديد في مواقع أخرى لاستخلاص خبراتها في تخطي المشكلات وتوقع الظروف التي تستجد بالاضافة الى الاحاطة الكلية بالميدان بالحرفية المنقطعة النظير جراء التفكير الاستباقي لكل موقف ورد فعل قد يحدثان ..
وهنا الفرق العملي لتكرار المنصب بين ما يحدث في دولنا العربية من تنصيبات وتنفيعات على أسس أقارب المعالي والسعادة وبين ما يحدث في الدول الغربية على أسس أن المختص والقائد والعسكري الرفيع المستوى لا يمكن أن تختزل خدمته للوطن بعمر البزة العسكرية بل يعود من جديد بصفته المدنية ولمواقع حيوية يثريها بتجاربه وقدراته ..
ولمن لا يعرف اللواء الكايد ؛ فهو اللواء مصلح أحمد الكايد الذي ولد في عام 1955 في يرقا التي تعد بلدة غنية بالخيرات من الزيتون والعنب ، الا أنها أيضا غنية برجالاتها الأشاوس ومنها يلمع نجم اللواء الكايد تحديدا بكل سطوع ..
درس الكايد تخصص العلوم السياسية في الجامعة الأردنية ، ويشهد له الكثير ممن رافقوه في سنوات الدراسة بأنه امتلك عقلا نيرا وفكرا واعدا ورؤية عميقة لهموم الوطن فكان متميزا منذ البداية ، وبعدها التحق بسلك( المخابرات العامة منذ 1978 حتـى 2006 م ) الذي فيه برع بعقليته الأمنية الفذة ، حتى تقاعد برتبة لواء ، والجدير بالذكر انه اختتم خدمته بعد تسلمه هيئة مكافحة الفساد الذي حقق فيها نجاحا استثنائيا عبر نزاهة اليد وحفظ المال العام والكثير من القضايا التي تم التعامل معها بكل وسائل الحرص والاحاطة والعمل الدؤوب والانجاز ..
إن شخصية الكايد لا تقف عند الرجل البارع أمنيا ، أو المتمرس في فهم وإدارة الملفات ، بل للمدرك جيدا في معايير اختيار الشخصيات الهامة ، سيجد أن الكايد حقق الصورة المتكاملة واللوحة المثالية ، فقوة الشخصية قلبا وقالبا ، ورباطة الجأش والهيبة والوقار ، والعقل المتخم بالسياسة علما وعملا ، والحس الأمني الرفيع الذي بلغ أوجه بالخبرة والمعرفة الطويلتين ؛ جميعها أسباب تجعل من هذا الرجل هو الأكفأ قبل أي أحد لتسلم منصب هام ، فعلى سبيل المثال فإن جميع البلدان التي تبحث بشفافية عن الشخص المتقن والمختص ستجدها حريصة في انتقاءاتها لوزير الداخلية الذي يخاطب الشعب في كل قضية وأمر يطرأ على الساحة ، وبالحرص ذاته تختار وزير خارجية يعبر عن قوتها شخصية بالشكل والمضمون لا يمكن زعزعة الحديث أو تراخي النقاش على طاولة يجلس عليها ، وهذا حقا ما يتمتع به الكايد برأي يستند للمنطق والواقع بعيدا عن لغات المجاملة ، ولكن هل تدرك الدولة أو العاملين على تغذية مواقعها الهامة ذلك ؟
حقا إن هذا الرجل لابد من استثمار ما لديه من خبرة ودراية لنهوض الوطن وتطهير أحدى مواقعه من أياد لوثت وزاراته ومؤسساته وهيئاته المتعددة عبر التنسيب والتنفيع وتبادل السلطة المتأتية على أسس القربى لا الخبرات والكفاءات ..
وأختم ما بدأت به بكل الاحترام والتقدير للواء الكايد وجميع من هم على دربه في التفاني والانتماء الذين ساروا بخطى ثابتة وما حركتهم رياح الواسطة ولا المحسوبية ، فهم كانوا وما زالوا نادرون جدا في زمن التكرار الممل والعبث البعيد عن العمل والانتماء ..
وحفظ الله أردننا وقيادتنا ومن على ثرى هذا الوطن من قلوب مخلصة وصادقة في قولها وفعلها
الدكتور محمد عز الدين