الملك فقط , هو "شيخ مشايخ" المملكة

جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي

نقرأ المشهد الوطني الأردني العام الراهن من كل زواياه , ونستحضر تاريخ المملكة منذ حجر التأسيس , وحتى يومنا هذا , ونقول رأينا ورؤيتنا ولا نهاب, أو نخشى في الحق لومة لائم , ونعلن وعلى رؤوس الأشهاد لا في دهاليز مغلقة , ولا نبغي من إعلاننا البحث عن مصلحة خاصة على حساب البلاد أوالعباد , وأيا كانوا على أرض المملكة الأردنية الهاشمية العتيدة وتحت سمائها , ونقول وللكافة, داخل سور الأردن وخلف السور , أن" الملك" الهاشمي جيلا إثر جيل , وكابرا عن كابر , هو وحده " شيخ مشايخ " المملكة الذي عنه وعن عشيرته الهاشمية , لم , ولن نتحول أبدا , تحت وطأة أي ظرف كان, أو أي تفكير كان, وأيا كان صاحبه ومهما كان هواه .

هذا " سر علني جهوري " حفظناه, وعلى عهد الوفاء به أقسمنا طوعا وفطريا, منذ فتحنا عيوننا على هذه الدنيا , وليس لنا من غاية شخصية خاصة نسعى لها سعيها , بل هو إيمان راسخ بأن هذه المملكة العزيزة, ولدت لتبقى, وإلى يوم الدين, مملكة أردنية هاشمية, يتفيأ ظلالها كل من قصدها ناشدا ظلها, وعزها, ومجدها الذي لم ولن يهون بإذن الله, مهما تعرضت لمؤامرات, وواجهت من تحديات, وتطلعات الطارئين, والمتوهمين, والحالمين, والباحثين عن الشهرة والنجومية, وعلى حساب العامة من شعبنا .

نعم نقرأ المشهد العام ونسمع ونستمع , إلى كثرة تشكو وتتذمر , ولكن في أكمامها , وخلف أبواب مؤصدة , حتى إذا خرجت للعلن , قالت النقيض تماما ! , وصنفت في خانة المسحجين كما يقال, في أدبياتنا السياسية المستجدة , ولقولها النقيض هذا سببان , الأول , تصيد لفرصة مغنم أو منصب , والثاني, خشية مساءلة . ونسمع ونستمع أيضا إلى معارضة علنية تخرج إلى الساحات وتهتف بمطالبها المشروعة سلميا , ولا نقر أو نقبل بما يصدر عن قلة دخيلة عليها , تسعى لحرف مسارها السلمي المنضبط , عبر هتاف شاذ مرفوض جملة وتفصيلا . ونسمع ونستمع من وعن نفر يحاول صيد ثمار معارضتها إن وجدت , بالوقوف ضدها , وهو في سره يقول ما هو أكثر منها, وما هو أشد نقدا وإنتقادا , فنحتار بأمر هؤلاء الذين لا وجود لقيمة إسمها الوطن في أجنداتهم , ولا شيء عندهم يعدل قيمة مصالحهم الخاصة لا أكثر ولا أقل , ولا حول ولا قوة إلا بالله ! .

وكما يقول المثل الشائع ," حارتنا ضيقة " , ونحن أعرف خلق الله ببعضنا بعضا , وعليه , وبمعزل كامل تام عن السياسة وشؤونها وشجونها , نقول نحن الفقراء إلى الله وحده , ليس على الأرض الأردنية زعيم أو قائد أو رمز , سوى الملك الهاشمي الذي إختاره وأيده وعنه دافعوا بالمهج والأرواح حقا لا تزلفا وإدعاء وزورا , الآباء والأجداد والرعيل الأردني الشهم الأصيل الأول , والذين ما سعوا يوما من أجل مغنم خاص أبدا , سوى مغنم منعة المملكة التي وضعوا مع الملك المؤسس رحمه الله, وفي الزمن الصعب , حجر الأساس لها , وأعلوا " المداميك " للدولة التي نستظل اليوم ظلها جميعا , فننظر, وندعي ,ونجتهد, ونعارض, ونوالي, ونقف بين بين , ومنا من يراها قمرا وربيعا إن أعطي منها , وظلاما دامسا إن شح العطاء ! .


نعم وألف نعم , الملك الهاشمي عبدالله الثاني بن الحسين بن طلال بن عبدالله بن الحسين آل عون الأخيار , هو الرمز والقائد والزعيم الأوحد , وهو شيخ مشايخ العشيرة الأردنية كلها , قرية ومدينة ومخيما وبادية وحضرا وريفا على حد سواء , ومن به حاجة أو عنده مظلمة أو لديه إجتهاد أيا كان , فليدل بدلائه لحكومة الملك , وإن لم تستجب , فالملك ليس ببعيد أبدا , وها نحن نكتب ونقول ونعلن ونتحدث بما يخالج نفوسنا , ولا أحد يعترض طريقنا, إلا إذا تجاوزنا حدود القانون والنظام , وعندها سنتعرض للمساءلة القانونية, تماما كما لو أسأنا لأي أردني وأي أردنية , وإلا فنحن نأخذ بلدنا ودولتنا صوب هاوية الفوضى ! .

لست " سحيجا " ولن أكون ماحييت , فالتسحيج الأعمى تخلف ولى زمانه , لكنني وبحكم العمل ولثلاثين عاما وأكثر , وفي أهم مواقع الدولة ومع كبار مسؤوليها وصغارهم على حد سواء , خبرت الرجال جيدا, وعرفت وعن قرب معادنهم كما هي , وتعرفت على رجال قلة, قلوبهم حقا على الدولة والعرش والوطن , وعلى رجال كثر, قلوبهم في المقابل, على مناصبهم ومكتسباتهم, وليذهب سواهم من خلق الله إلى حيث ألقت رحلها ! , ما داموا هم وحدهم , ممسكين بأعنة المناصب والمكاسب .

أيها الإخوة المعارضون الشرفاء, المسكونون بحب الأردن, المتخوفون على حاضره ومستقبله , صدقوني , ولا حاجة بي للقسم كي تقبلوا مني , صدقوني أن الأردن شبه " يتيم " من رجال قلوبهم معه حقا , وأن الأكثرية ممن تسمعون , قلوبهم شتى , وليس الوطن عندهم سوى مغنم خاص , إلا من رحم ربك, وهم قلة , كي لا نظلم, ونستحق عقاب الرب سبحانه وتعالى جل في علاه .

أيها الإخوة المعارضون الشرفاء , تشبثوا بالملك وبالعرش الهاشمي الموقر , فالقوم في السر غير القوم في العلن , وهو شطر بيت أوجهه كذلك لجلالة الملك, إن أذن لي , فالأردن اليوم ولن أتنازل عن رأيي , يواجه معضلة إقتصادية معيشية سياسية إجتماعية مستفحلة , وحلها , نعم حلها , هو بجلوس المعارضة الشريفة الحرة, من غير طلاب الولاية والمناصب والمغانم وكل الأردن تعرفهم , مع جلالة الملك , نعم مع جلالة الملك , للتشاور والتحاور بروح وطنية موضوعية راقية , وكل مشكلة ولها حل , وكل عقدة ولها حلال , والله تعالى في عون العبد , ما دام في عون أخيه .

خلاصة القول قبل أن أغادر , علينا أن نفهم وأن نتيقن وبقناعة مطلقة حكاما ومحكومين معا , أن العرش الهاشمي القوي المكين غير القابل للإهتزاز لا قدر الله , هو بعد ضمانة الله سبحانه , الضمانة الوحيدة لأردن قوي منيع عصي على المؤامرات والتحديات , وأن " الملك " الجالس على هذا العرش , هو رمز الوطن, وشيخ مشايخ الأردن كله كابرا عن كابر , وجيلا إثر جيل , وأن المدعين الساعين إلى مغانم الدنيا سعيها في بلدنا , أكثر من ألهم على القلب, حتى لو أعجبكم قولهم , فقلوبهم على أنفسهم لا على البلد, ولا على نظامه السياسي, ولا على عرشه الهاشمي, ولا على حاضره أو مستقبل أجياله . فقط حاوروا الملك , وإرتقوا بالحوار رفعة في الطرح والإجتهاد , ولا تحاوروا غيره , وأنا على يقين من أننا جميعا وبعون الله , سنعرف الحقائق والمستقبل, وسنضع الحلول الناجعة لجميع شكاوانا وهمومنا وقضايانا . فلا نامت أعين الجبناء . والله من وراء القصد , هو نعم المولى ونعم النصير , والحمد لله رب العالمين .