اين رؤية الأردن ؟
جفرا نيوز - روشان الكايد
من المدهش حقا لدولة عربية شقيقة كمصر خرجت من ثورة وتعاني الازمات الاقتصادية الصعبة والديون الهائلة والكثافة السكانية الضخمة أن ترسم مشروع نهضوي وتبدأ بتحقيقه وسط هذه الفوضى العارمة من المشكلات والملفات والفساد والتي ترتبط بعلاقة تشابكية صعبة لكن المحال في أرض بناة الأهرامات يتحول الى ممكن ..
من غير المنصف لأي كاتب يمتلك قدر ما من التحليل أن يتمسك بربط مواقف نظام في دولة ما أو شكل سير العلاقات الخارجية ومدى تحرك تلك الدول او تراجعها في قضايا المنطقة ومابين تعميقها الداخلي نحو التنمية او اللحاق بركاب الحضارة ، وهذا ما كنت اتحدث به حيث لخصنا الأزمة السورية بكل مستجداتها تباعا في كل مرة وأن الخلاصة انتصار الشعب وصموده بصرف النظر عن النظام إن كنا ندعمه أو لا ..
وقبل البحث في رؤية مصر 2030 يجب أن نؤكد أنها كانت ومازالت رمزا للرسوخ الحضاري الممتد منذ مايزيد عن 4000 عام ..
ما تعانيه مصر اليوم كأي دولة عربية أخرى من انعدام الاستقلال الاقتصادي وغياب البحث العلمي وتراخي السياسات الاصلاحية وتضخم الطبقة الكادحة واتساعها المتسارع الجنوني وزيادة الضرائب والأسعار وغيرها ..
بالرغم من كل تلك التحديات ومابين كماشة صندوق النقد الدولي أطلقت مصر شعلة النور لتبدأ من جديد ، بفكر وأرض ومدن جديدة ، وهذا مايسمى بمشروع مدينة سلام عاصمة جديدة على عدة مستويات بالاضافة الى مشاريع مدن أخرى ..
الاحساس بالمشكلة هو بداية الحل ، فمدينة سلام هي مجموعة مشاريع اقتصادية ستضع سيناء على خارطة العالم الاقتصادية وهنا لم يكن الحل على اسس البحث عن استثمارات واقتصاد وزحف عمراني أفقي بهدف تخفيف الكثافة السكانية في المدن المأهولة منذ زمن وحسب بل بلغت القدرة على ادارة الأزمات لتصل الى حل ملف أمن قومي ، فسيناء تعاني من وجود التطرف والأعمال المخربة وبذلك تكون الاستفادة على أوجها بعد أن يتم اعمارها وجعلها مدينة اقتصادية ..
المشروع المعد بواسطة عدة جهات ووزارات ومخططات وعلى رأسها في التنفيذ الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة في مصر ، سيغير من واقع بات لا يحتمل في مصر ، من بطالة وفقر وفساد وتراجع في الخدمات والتعليم والتأمين الصحي ، ومن هنا نؤكد على أن الحل لا يبدأ من صندوق النقد الدولي بل يموت على أعتابه ، لأن الحل الحقيقي هو بالبحث عن المشاريع وخلق فرص العمل ورسم خطط استراتيجية وفتح قنوات اتصال مع المستثمرين المحليين والأجانب وفرض العمالة المحلية في كل مشروع ونهضة المدن واستصلاح الاراضي وتمشيط الأطراف من بؤر الحرمان ..
لذلك فنحن نعتبرها مثالا جديدا ومميزا رؤية مصر 2030 التي تم العمل بها وانجز منها الكثير وبنسب كبيرة لينتهي القسم الهام في عام 2020 ومن ثم تبدأ المرحلة الأخيرة لتكتمل في 2030 ، هي لا تختلف عن رؤية ماليزيا وسنغافورة والكثير من الدولة التي خرجت من الفقر وبدأت السير على سكة الاقتصاد المستقل ودخول السوق الحر كصانع ومنتج بعد أن كانت مستهلك ومستورد ، فأين رؤية الأردن وخططها ومشاريعها التي ستخرجنا على أقل مطلب ومستوى من طوق النجاة الزائف المدعو صندوق النقد الدولي ؟؟!!
مازلنا نتمنى ونطالب ونتحدث هنا وهناك عن ضرورة رسم خطط بعيدة المدى لتوزيع الموارد الطبيعية والبشرية وتحقيق مستوى من الاكتفاء عبر رؤية مدروسة ومرسومة بعقول اقتصادية وهندسية فذة لتأتي الحكومات وتغادر والخطة تمضي ويتأتى معها المتسع الكافي نحو المستقبل المأمول لهذا الوطن والشعب ..
فهل ستكون سيناء أو كما تعرف بأرض الفيروز بداية النمو للشرق الاوسط والمنطقة والتي احتلها بلدوين الاول أيام الحروب الصليبية ثم أقام في الشوبك قلعة الشوبك أو بما تعرف بالجبل الملوكي وذلك لأهمية المنطقة وجعلها مترابطة ومتماسكة ..
فهل سنرى في الأردن توأما لمدينة سلام ؟!!
القليل من العقول والأيادي المخلصة هذا كل ما نحتاج ..