عاطف الطراونة.. الأداء الذي "يُبْهِر ويُؤلم" كثيرين


جفرا نيوز|خاص
حينما اعتلى منصة رئاسة مجلس النواب عام 2013 آتيا من مما تسميه النخب العمّانية وقتذاك "الصفوف الخلفية"، لم يكن يتوقع أشد المتفائلين أن يُكْمِل دورة برلمانية واحدة وهورئيس للبرلمان، إذ أنه منذ تأسيس البرلمان الأردني كان عاطف الطراونة هو أول رئيس له لا يأتي من رحم الحكومات الأردنية أو رئاساتها، إذ لم يسبق له أن شغل منصبا وزاريا، إذ تعرض الطراونة لمضايقات سياسية، وتحرشات برلمانية لإنهاء تجربته بسرعة، لكن الرجل دخل عامه السادس وهو رئيس للبرلمان، وقد أقنع الجميع القصر والحكومة والبرلمان والشارع، أنه نال رئاسة يستحقها.
وازن عاطف الطراونة الذي تحول إلى "خبير برلماني" بين معطيات ومسارات رسمت تجربته في رئاسة برلمانات لم تأت تركيباتها منسجمة أو متناغمة، مثلما لم تأت حكومات على هوى البرلمان طيلة السنوات القليلة الماضية، وهو أمر ضاعف من حجم المسؤولية السياسية التاريخية التي ألقتها الدولة على أكتاف عاطف الطراونة، الذي أجاد السباحة متحاشيا شِرَكاً نُصِبت له بعناية ل"قنصه سياسيا" لكن الرجل الذي ينسب له عارفوه كثيرا من "التدين والشهامة والفزعة والأخلاق" كان ينجو دائما ممن آلمهم بأدائه السياسي الذي لم يرتج شعبوية زائفة ومزورة.
ومثلما آلم الطراونة بأدائه ساسة سرعان ما كشفتهم الأيام والأحداث، فإن الطراونة قد أبهر بالأداء السياسي ذاته الرشيق والمتزن، أوساط كثيرة داخل وخارج الأردن، بل أن مسؤولا عربيا قال ذات أمسية سياسية عن الطراونة أن "رئاسته لحكومة أردنية" تأخرت كثيرا، فهو يمتلك قدرات سياسية مؤثرة، وهو أول رئيس برلمان أردني يواجه هذا الكم من المشاكل والتعقيدات ويُجيد السباحة بين تياراتها وأمواجها العالية.