شاورما
جفرا نيوز- كتب: فارس الحباشنة
الشاورما من حوالي عاميين لم أتناولها ، وبعدما أجريت فحوصات طبية تبين أن دمي غارق بالدهون ، ولونه أبيض لا أحمر من كثرة الدهون . و أشار لي الطبيب ناصحا بمقاطعة قائمة من الماكؤلات و المشروبات التي تحتوي على كميات من الدهون والسكر و الزيوت .
وحدها الشاورما التي التزمت بمقاطعتها نهائيا ، في بعض المرات تفلت شهيتي على أكلة منسف أو صينية لحمة "كفتة بطاطا و طحينية " و كمان حبة ريش مشويين على نار هادئة ، و في الشتاء حتما من تناول أكلة كرش ومقادم ورؤوس ، واذا لم تكن شغل "بيتي مضمون" ، فلا أكلها الا في مطعم أصول الضيافة .
المرض دفعني الى وقف التخبيص بالأكل والشرب ، الحمية والرجيم والرياضة ، من أهم العوامل التي تؤدي الى حرق الدهون ومقاومة أي تداعيات و أثار صحية جانبية و خطيرة لها .
وما لا يطاق و لا يهضم تصنيعه فهي الشاورما ، لا أعرف كيف يقبل الناس على تناولها ؟ ولو يتم فقط عرض عملية التصنيع أمام المواطنيين ، و ليتعرفوا على المكونات الأولية و الاضافية للشاورما ، لكانوا حرموا أكلها .
أتحدث هنا عن جانبين صحي وأقتصادي . فالاول متعلق بمكونات الشاورما التي نأكلها على صنفيها : لحم ودجاج لما تحتويه من بقايا لحوم " شبط " لا يصلح أطعامه للكلاب والقطط ، و يضاف اليه زيت ودهون مهدرجة .
ويبحث اصحاب مطاعم الشاورما عن أرديء اصناف اللحمة ، و لا يتوقف الأمر هنا بقدر ما تكمن الخطرة بما يضاف اليها من مواد كيماوية وتوابل ونكهات و زيوت و غيرها "خلطة الشاورما " .
سيخ الشاورما يكلف 50 دينار و أكثر قليلا ، وأن بيع كاملا فانه يربح 500% . و لربما ما هو خطير و الله اعلم أن بعض المطاعم لا تتلف الشاورما التي تبيت ، ويقومون باعادة تدويرها على النار ، و بيعها أنها طازجة ، و طبعا المستهلك لا يعرف طعم فمه ، و لا يشعر بالجودة و الطعم بقدر ما الشندويشة غرقانه بالبهارات .
اقتصاد الشاورما ، لا ضير من الربح ولكن بالمعقول ، ولكن هذا ليس "مربط الفرس " . الله حلل التجارة و البيع الحلال ، ولكن المسألة تغدو غير عادية ومقلقة عندما ترتبط بصحة المواطنيين و الفساد الغذائي ، واطعام الناس سموما .
مؤسسة الغذاء والدواء ودائرة الصحة والبئية في أمانة عمان لا يتوانوا عن القيام بدورهم الرقابي والارشادي والتوعوي الصحي و البيئي ، ويبذلون جهودا جبارة ومشهود لها . ولكن الأمر في جوانب واشعة من تفاصيله أخلاقي أولا وأخيرا ، وكيف يرضى صاحب مطعم أن يقدم للمواطنين طعاما فاسدا و ملؤثا و مسموما .
و صراحة أكثر ما يثير مخاوفي في مسألة الأكل والشرب أصحاب المطاعم الملتحين وذوي الدمغات على جبيهم ، صور تدين تخفي وحشية و استهتار و جنوح نفسي لربح سريع دون مراعاة لأنى الادبيات العامة و أحترام للقانون .
الشاورما من الف الى الياء أكلة غير صحية ، ولو أني صاحب قرار لمنعت تصنيعها أو فرضت رقابة صارمة مشددة على تصنيعها ، وتغيير لائحة المواصفات والمعايير بضبط الجودة و النوعية والمواد الاولية ، حماية لصحة المواطنيين .
في التاريخ السياسي المعاصر ، ولاصحاب الذاكرة القوية ،فان الشاورما أطاحت بحكومة الدكتور معروف البخيت الأولى 2005 ، وسميت حكومة الشاورما جراء أتساع رقعة حوادث التسمم الجماعي من الشاورما الفاسدة .