ترديد(مالنا غيرك يا الله ) جوع فكري أم خطاب روحاني
جفرا نيوز - نور الدويري
واجهنا مؤخراً ظاهرة احتد وطيس المعركة الخطابية فيها بين التنويرين والمدنيين من طرف وبين الجبهات الدينية بكافة أقطابها خصوصا الإسلامية منها من الطرف الاخر ، حتى بتنا نشهد حالة فزع فكري أو أزمة أخلاقية محبطة تصنف هوياتنا بعنصرية رغم حذف الدين من الهوية الشخصية ، فهل نتجه نحو مجتمع يعيش طقوس الحرب الباردة في إثبات وجهات النظر قد تقود البعض لمستشفى الرشيد ؟!! .
أتفقنا أم أختلفنا فإن الله ثقافة روحية لا يمكن أن نغض البصر عنها لأجل نظرية داروين وصحابته، فهناك ايضا نظرية آدم ومن عليهم السلام ايضا ، فمنذ أن ادرك الإنسان تميزه وعقله أنفعل باحثاً عن من يملئ حاجته ليشكره على نعمه التي ميزه فيها عن باقي الخلق .
ومن المؤكد أن الله بعظمته يسكن في قلوب المؤمنين والزاهدين ومن المؤكد ايضا أنه في قلوب الفقراء و المحتاجين أكثر فهم يجدون عبره الخلاص والنصر ومن المؤكد أكثر ان الله ليس حكرا على دين وان اختلفت قصته وهويته من كنوفشسيه التنين إلى رب السماوات والأرض فاختار البعض الركوع على سجادته والبعض اضاءة شمعه في محرابه ليس مهما من الأفضل الان بقدر ما ان المهم ان الله لغة نحتاجها دوما واصفين حالتنا و لم ينفصل الله عن الدوله المستقلة في حكمها مطلقا وهذا ما ايقنه الراسماليون فتاخذوا من العلمانية صورة خارجية فقط وتاثروا بعمقهم بالقوى الدينية الضاغطه بين تيار المحافظين و بين اليهود .
المهم أن بضعة السطور أعلاه تحتاج إقامة معادلة مساوية في الحاجة و الثقة ، فلنركز على مشهدنا الداخلي إذن
ان ترديد ( مالنا غيرك يا الله) على الرابع لا يمكن احتسابها ضمن منهج الإسلام السياسي مطلقاً والا لقلنا ان التنويرين والملحدين كانوا بأطيافهم مزرعين بالرابع بعضهم يكفرون بالذات الإلهية وبعضعم يرفعون شعارات تميل للهبوط الأخلاقي في وصف بعض المواقف والشخوص كذلك وهو ما شهدناه على الرابع كذلك !! إذن لنبعد كلا الطرفين عن الرابع.
الرابع ظاهرة جوع بلا مراقب !!
أن الخميس الجماهري على الرابع أظهر حاجة ثلة من أهل الوطن يتحمسون لأجل ثورة خبز خجوله نالت من جسد الوطن حتى أَركعتهُ جاثياً على قدمية يأساً فتواجدت أطياف مخابراتيه تكثر ولا تقل وحراكين بخلفيات فكريه متنوعة وبعض الفقراء والحقوقين بفقرائهم واغنيائهم و كسرة خاطر نالت من جو الرابع تمثلت بهمل و فوضوين قيودهم وجنحهم قادتهم بهدف حرق باكيت دخان ضغط الشعب.
أن الله ضمير نشعر به ولا نلمسه وان اصر التنويرين و الملحدون على فصله من مشاعرهم، فلا يهم بقدر ما أن(مالنا غيرك يا الله ) خطاب روحاني رُفع للمحكمة العليا يستجدي قوة الخالق لتحرس الموقف في ظل غياب الدور الحزبي والمنظمات الحقوقية والنقابية عن المشهد ، فنعم أن الله حاجة روحية يستقوي بها الفرد لمواجهة الموقف و من المؤكد أن غياب تيارات المدنية والعلمانية أسوة بالإخوان والجبهة لا تسمح لأي طرف منهم ان ينسب حاجة الناس لنصرة تعبهم إليهم أو يتهم طرفٌ بتولي المشهد.
وبقدر ما أن الرابع يقع على الصراط المستقيم بين السماء والأرض بين الجنة والنار فلا زال دوارا يرمز لنداء الحق على الباطل .
ومالنا غيرك يا الله.