جفرا نيوز - كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
إن الأزمات التي نعاني منها لم تأت من فراغ !!!! وهي ليست قدراً كما يُردده البعض !! بل هي نتاج سياسات أقتصادية متراكمة ومُتعثرة يدفع ثمنها المواطن حالياً ؟ فالأقتصاد الأردني الأن شبه متوقف في جميع القطاعات نتيجة الجهل العميق للسياسين بالأقتصاد مما أدى إلى سياسات خاطئة قادتها الحكومات المتعاقبة ؟؟ فجميع الضرائب التي فرضت سابقاً لم نلمس إنها إنعكست إيجابياً على المواطن وأحواله المعيشية والخدمية !!!!! فمشاريع التنمية التي انجزت سابقا كانت عبارة عن منح من دول عربية واجنبية !!!! فالمرحلة التي تعيشُها البلاد حالياً شاحبة وكيبئة ؟؟
فمع إنخفاض إيرادات الدولة وارتفاع الدين العام والعجز !!!! استدارت الدولة نحو المجتمع لأستقطاع ضرائب جديدة !!!! وان تتحول الدولة تدريجياً بثبات إلى دولة للجباية ؟؟ فباتت الضرائب أهم مصدراً للإيرادات ، بحيثُ اثقلت كاهل المواطنين جميعاً !!!! فالفقر يتزايد والضغط المعيشي لا ينتهي !!!! فما فعلته الحكومات بشكل عام ما هو إلى سياسة إقتصادية إنكماشية عن طريق رفع الضرائب المباشرة على الجميع ، مما إدى إلى خفض الطلب العام وضعف القوة الشرائية وخفض الاستهلاك ، وارتفاعاً بالأسعار ، وتفشياً كبيرا بالبطالة بين الشباب !!!! إضافة إلى هروب المستثمرين وإبتعادهم كلياً!!!

فقبل ٦٠٠ عام إدرك الفيلسوف وعالم الأقتصاد الأسلامي إبن خلدون خطورة الضرائب !! وقال في مقدمته الشهيرة ( مقدمة ابن خلدون ) أن التوسع بالضريبة يمكن أن يؤدي إلى ترك بعض الأنشطة الأقتصادية ( الفصل ٣٨ من المقدمة ) !!! وقال إن الضريبة تقتل الضريبة !!! أي عندما ترفع معدلات الضرائب عن حدها المعقول ، سيؤدي ذلك إلى تحريض رجال الأعمال والأفراد على تخفيض وقت العمل وإستبداله بوقت للراحة لسبب بسيط وهو أن معظم أرباحهم ستذهب الى الدولة !!! فالنظام الضريبي إي كان الهدف منه فهو حماية للطبقات الفقيرة والمتوسطة من خلال توزيع مكتسبات التنمية بعدالة !!!!! فرغم جميع المحاولات التي تُسهم في في دعم النمو الأقتصادي ، فأن الأوضاع المالية والأقتصادية والأجتماعية التي تعيشُها البلاد تُنذر بالخطر ؟؟؟

فالرئيس الأمريكي ( رونالد ريغان ) وأبان فترة رئاسته الأولى كان على وشك رفع الضرائب من أجل زيادة الأيرادات الفيدرالية !!!!! إلا أن مستشاره الأقتصادي (Arthur Laffer) وهو إقتصادي ليبرالي ومن أشد المدافعين عن خفض الضرائب ، ومن المؤثرين في صياغة قوانين الأصلاحات الضريبية ،،،،،،،،،!!! نصح الرئيس ريغان بخفض الضرائب لا رفعها ؟ وقام برسم منحنى أمامه والذي عُرف فيما بعد بمنحنى لافار (Laffer Curve) وهو منحنى على شكل نصف دائرة يُبين من خلاله أن الزيادة الضريبية تؤدي إلى تقليل الأيرادات بالمجمل بدل زيادتها !!!! وأقنع الرئيس ريغان بذلك ،،، وتم على الفور إطلاق صافرة إعادة الأقلاع الاقتصادي ، وعلى اثر ذلك أقر الكونجرس الأمريكي قانونين اثنين للإصلاح الضريبي (١٩٨٢ - ١٩٨٦) ( Economic Recovery Tax Act ) و ( Act Tax Reform ) !!!!!فمنحنى Laffer هو رسم بياني يستخدم الأن من قبل الأقتصاديين لتحديد ما هو معدل الضريبة المناسب والأكثر فعالية في توليد الأيرادات الحكومية !!!! فخلال العقود الماضية أثبتت نظرية منحنى لافار متانتها من الناحية الأقتصادية والسياسية أيضاً
فعندما يكون معدل الضريبة في المستوى م١ كما في الشكل فأن الحصيلة الضريبة تكون في أعظم قيمة لها أ ، وإذا تجاوز هذا المعدل وأنتقلنا من المعدل م١ إلى المعدل م٢ فأن الحصيلة الضريبية تنخفض من أ إلى ب