حقك تعرف
جفرا نيوز - لعلّ إنطلاق المنصّة الإلكترونيّة حقّك تعرف خطوة إيجابية من الحكومة الأردنيّة في ظاهرها لأنها إعتراف متأخر من الحكومة بحق من حقوق الإنسان الأردني بأخذ المعلومة من مصدرها الرسمي وحقُّه في إمتلاك المعلومة الصحيحة ليكون المواطن على معرفة بالحقيقة في أيِّ حدث او خبر او قرار او شخص وكانت هذه المنصّة رد فعل حكومي ليس إلاّ.
ويأمل المواطن من هذه المنصّة صحّة المعلومة ودقِّتها وسرعة اعطائهاخاصّة بعد ان تردّت الثقة بين المواطنين والحكومة الى أدنى مستوياتها في ظلِّ إعلام حكومي موجّه وكأن الحكومة تتجاهل الكم الكبير من مواقع الإتصال الجماهيري والآف المحطات والقنوات التلفزيونيّة والمواقع الإلكترونية وتعدد الإشاعات .
وإذا تفرّغت المنصّة للبحث عن الإشاعة ودحضها فقط فسوف تفشل ولا تحقق الغاية منها ,حيث من واجبها توفير المعلومة الشاملة والحقيقية ليسنفيد منها المواطن والصحفي ويعود مردودها على الوطن وصانع القرار في الحكومة كما ان هذه المنصّة يجب ان تشجِّع الوزراء والتنفيذيون الرسميّون على عقد المؤتمرات الصحفية الأسبوعيّة لبيان إنجازاتهم وأي حقائق وتفاصيل عن اهم الأحداث في وزارته وكيفيّة سير عمل برنامج عمل الوزارة ومشاريعها .
ولعلّ برامج المنصّة حافل ومُثقل بما حدث في البلد في السنين المنقضية واهمها الأحداث الإرهابية ونتائجها وتداعياتها ونتائج التحقيقات والمحاكمات وكذلك الممارسات الإسرائيلية من قتل القاضي الأردني رائد زعيتر وقتل المواطنَين الأردنييَن في السفارة الإسرائيليّة والأسرى الأردنيين داخل السجون الإسرائيلية وكذلك قضايا الفساد في شركة الفوسفات وقضية مصفاة البترول وتبعاتها وقضية الدخان وقضية اسعار
الوقود والبحث عن النفط وقضية المفاعل النووي والتنقيب عن اليورانيوم والشركات المسجلة في الخارج ولا تدفع ضرائب والخصخصة وبيع امنية وميناء العقبة وشركة تطوير المحافظات وغيرها من حالات الفساد الإجتماعي من تعيينات موظفي الدرجات العليا وتزوير الإنتخابات والكازينو وتسجيل طلبة في الجامعات كمكرمة وغيرها وجاءت الأحداث الإستثنائيّة نتيجة الظروف الجويّة القاسية في السنوات الأخيرة وارتقى الكثير من الشهداء الى باريها رحمهم الله .
نعم حقيبة هذه المنصّة مليئة قبل ان تباشر عملها وطبعا لدى المواطنين الكثير من القضايا إضافة للتي استعرضتها سابقا والتي كلّفت الدولة الأردنيّة مليارات الدنانير وافقرت الشعب الأردني واوصلته الى مستوى الحضيض واوجدت فجوة كبيرة بين افراد رواتبهم عالية جدا وموظفين دخولهم متواضعة ويكاد لا يصل لحد الفقر .
إنّ الإرادة السياسية من اعلى رأس الهرم متكررة لمحاربة الفساد واجتثاثه دون اتهام اشخاص واغتيال شخصياتهم ولكن هناك غصّة في نفس كل اردني لأن هناك قضايا فساد واشخاص اعترفوا بالفساد ولم يُحاسب اي منهم بل ان مراتبهم تعلوا ودخولهم تزداد فاين عدالة الحكومة وتنفيذ الرغبة والتوجيهات الملكيّة لمحاسبة حقيقية للفاسدين الذين يختبئون تحت عباءات غيرهم حسب إدعائهم .
وهل ستكون تلك المنصّة أداة صدق وحقِّ ومحايدة لا يهمُّها منصب او إغراء او خوف او مجاملة وان لا تُلغى تلك المنصّة عند اول تغيير حكومي وهل ستقوم تلك المنصّة بتسهيل وصول أي مواطن او مقيم اليها وان يكتب او يتكلم بكل حريّة دون خوف او تكميم افواه او إرباك ومن فوائد ذلك ان الحكومة تكون قد شجعت كل المواطنين ان يكونوا جندا مجهولين لديها ويُبلغوا عن أيِّ مخالفة تمس بالوطن وإنجازاته واي تجاوزات لقانون السير وقانون البيئة واي تجاوزات تمس المواطنين وأمن وآمان البلد .
تلك مبادرة هامّة إذا استغلتها الحكومة للتقرب من المواطنين بالرغم من معاناتهم من الفقر والجوع والبطالة ويزرع بذورا للثقة بينها وبين المواطن
حيث تعيد مصداقيتها فيما تبثُّه من اخبار وتذيعه من برامج لوزاراتها ومؤسساتها المختلفة وتجعل المواطنين ادوات فاعلة لتنفيذ تلك البرامج .
وإذا ما انشأت الحكومة وزارة طوارئ فستعمل هذه المنصّة إذا حسن التعامل الحكومي معها على تشجيع المواطنين على ان يكونوا عناصر فاعلة في كافّة مراحل الإنقاذ والإيواء والتعامل مع الكارثة او حالة الطوارئ .
اللهم إجعل هذا المنتج الحكومي منصّة للحق وتعميم المعرفة والحقيقة وان تعود بالفائدة على الوطن والمواطن واحفظ بلدنا ارضا شعبا وقيادة بخير .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئية
ambanr@hotmail.com
24/11/2018