هل سنعطش ونصلي بلا وضوء بسبب الباقورة والغمر ؟!

جفرا نيوز - كتب - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
تصريحات الكيان الصهيوني، هدرت بالعدوانية ضد اﻻردن فور سماع نبأ قرار الملك عبدالله الثاني استعادة اراضي الباقورة والغمر، وما زالت الحكومة صامدة جامدة على لغتها الديبلوماسية الخشبية الوقائية، ﻻ يساورها الغضب من الوعيد والتهديد اﻻسرائيلي بقطع المياه عن عمان، وتوقيف ضخها الى نصف الكمية، حسب ما جاء في تصريح وزير الزراعة في حكومة الكيان اﻻسرائيلي الاثنين عشية انتهاء اليوم اﻷول على القرار الاردني بعدم التجديد لملحقي معاهدة وادي عربة المتعلقة بأراضي الغمر والباقورة، حيث لم نسمع ردا اردنيا ﻻئقا حيال هذه التهديدات الاسرائيلية الرسمية، التي تعد واحدة مكررة من عشرات الإنتهاكات الاسرائيلية لمعاهدة السلام المبرمة بين الطرفين منذ 24 عاما.. ووزير خارجيتنا ملتزم بسياسة (الحيط الحيط والشباك الواطي)، حيث لم يبد اي اهتمام بالرد على هذه التهديدات، التي لو كانت صدرت عن اﻻردن ضد الكيان اﻻسرائيلي لسمعنا وقرأنا فيضانا من التصريحات المتطرفة ضد اﻻردن. فعلوها مرارا، وسوف يفعلونها، وينفذوا تهديداتهم باللعب بورقة الماء، ويعطش اهل عمان وسوف يذهب ايمن الصفدي وعمر الرزاز الى صﻻة الجمعة بلا وضوء، مكتفيان بالتيمم!. خرقت اسرائيل المعاهدة المشؤومة عشرات المرات، وتطاولت على اﻷردن في مواقف داخل الاراضي اﻷردنية وخارجها، وفي الاعوام اﻷخيرة تمكنت من التآمر على اﻷردن ونجحت في دك اسافين كثيرة بينه وبين جواره العربي، واعتدت على الاردنيين بقتلهم في عمان وعلى جسر الملك حسين وداخل فلسطين المحتلة، وانتهكت الوصاية الهاشمية على اﻷقصى الشريف مئات المرات.. واطلق سياسيوها ومجرموها تصريحات عدوانية كثيرة ضد الوجود الأردني.. فعلت كل هذا؛ ولم تقم الحكومات اﻻردنية بتوجيه رد مناسب واحد يرقى الى مستوى هذه الخروقات واﻻنتهاكات والتصريحات العدوانية .. فهل تريدون من الملك ان يفعل كل شيء؟ وهل انتم حقا غير مخولين بالرد؟! اذا ما هو دوركم في الوﻻية على الشأن اﻻردني ومصالح اﻻردن العليا والعادية والبديهية والطبيعية!!. على الصعيد الشعبي يتوحد الجميع في كرههم لاسرائيل، ويتوحدون اكثر كلما قامت اسرائيل بأية حماقة، وكل الشعب وقواه الحية والمرحومة ايضا رددوها وفي اكثر من مناسبة (لنضع كل معاهدة وادي عربة على الطاولة) كما كان قد قالها يوما المغفور له الحسين بن طﻻل حين تم اﻻعتداء على خالد مشعل في عمان من قبل الموساد اﻻسرائيلي، وسوف يفعلها الملك عبدالله الثاني بلا مقدمات وﻻ مزايدات ان قامت اسرائيل بتنفيذ تهديداتها.. فقد تجاوزنا الديبلوماسية الوقائية بعد كل هذه المواقف العدوانية الاسرائيلية، ولن يكون التعامل بغير الشرعية والقانون الدولي، ومعاهدة ﻻ يلتزم بها الطرف اﻵخر هي بحكم المنتهية ان قام بخرقها والتجاوز عن بنودها كملف المياه. حين يقول الشعب اﻻردني (كله) بأن غاز العدو احتﻻل، فهو يعبر عن واقع يتعامى عنه السياسيون، والدليل هو تصريح وزير في حكومة اسرائيل، بأن اسرائيل ستتﻻعب في حصة اﻻردن من المياه، والعجب يصبح غضبا مشروعا حين نعرف السبب الذي دفع بالوزير اﻻسرائيلي لاطﻻق هذا التهديد..ﻷن اﻷردن مارس حقه الوطني القانوني الصريح، في معاهدة تجمع الطرفين وتتعلق بأراض اردنية تقر المعاهدة نفسها بأنها تقع ضمن السيادة اﻻردنية !! .. فكيف سيكون الحال لو كنا نعتمد على اتفاقية الغاز ونعتبره مصدرا رئيسيا لتزويدنا بالطاقة؟.. ستكون ورقة اخرى ﻻبتزازنا واجبارنا على مزيد من الديبلوماسية الوقائية التي تظهرنا بﻻ حقوق وﻻ ارادة وﻻ سيادة حتى ﻻ نقول بﻻ كرامة. يجب التخلي عن اتفاقية الغاز بﻻ مقدمات، تخل؛ يكون ردا سريعا مناسبا على التهديدات، ونضع المعاهدة بل (الوادي) كله على الطاولة.. لن نخسر اكثر مما خسرنا بل سيكونون هم الأخسرون.