الملك يُطمئِن الأردنيين.. ويهز إسرائيل ب"تغريدة"

جفرا نيوز|خاص
الملوك الحقيقيون والذين يعرفون معنى "القيادة والسيطرة"، وقيمة "عنصر المباغتة" في السياسة لا يجدون وقتا لإضاعته ب"خطابات عاطفية" و"حديث إنشائي" عن المصلحة العامة التي تتقرر في الدول التي تحترم نفسها بعيداً عن "شغب المصالح الضيقة"، فقد أدار صانع القرار الأردني ل"غوغاء السوشيال ميديا" وهم يذرفون دمعاً اصطناعياً على "السيادة الوطنية" والأراضي المؤجرة من إسرائيل، قبل أن يستفيق الأردنيون على "تغريدة واحدة" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ويسحب فيها البساط من المزاودين، والذين يعتقدون أنهم "نجوم ومشاهير".
تغريدة جلالة الملك عن أرض الغمر والباقورة جاءت على شكل "مختصر المختصر"، بلغة سياسية أنيقة ولبقة ومؤدبة، وفيها الكثير من الحصافة السياسية، لتؤكد المؤكد من أن "ملك عن ملك بْيِفْرِق"، وليؤكد أن الملك يعرف كل "صغيرة وكبيرة"، وأنه يدير المشهد بكل تفاصيله، وأنه لا يركن إلى التقارير الجاهزة، أو التقديرات السائدة، بل يقوم بفحص الموقف بكل تأنٍ قبل أن يُقرّر ما هو مصلحة للبلاد والعباد، ففي حين فعلت التغريدة فعلها في دقائق قليلة بعد نشرها على الحساب الموثق بالعلامة الزرقاء لسيد البلاد حتى انطلقت مشاعر ومواقف متضاربة جداً، ففي السوشيال ميديا "انخرست ألسنة" دأبت على صب الزيت فوق النار، مع أن بعض التغريدات أظهرت أن "الأغلبية الوطنية العاقلة" والتي كانت تشعر بالقلق الطبيعي على الأراضي الوطنية شعرت ب"اطمئنان غامر" وهي أغلبية تختلف عن "الأقلية الموتورة" التي كانت تنفخ في أي موضوع يؤذي صورة وهيبة الدولة.
"التغريدة الحاسمة" أعاد ضبط البوصلة الوطنية، والتي تقول إن هناك ملك يفحص ويُقرّر وهناك سلطة تنفيذية تشرع بالتنفيذ، فيما لوحظ أن شخصيات وصحف إسرائيلية قد فوجئت بالأمر تماما فيما قال محلل سياسي لإحدى الإذاعات الإسرائيلية إن الملك عبدالله قد "أغرق وهزّ إسرائيل بتغريدة"، فيما يُعْتقد أن المسؤولين الرسميين في إسرائيل لا تزال تعتريهم "صدمة التغريدة الملكية".
ليس سهلاً أن تكون ملكاً في إقليم يصحو على "شائعة" ويستيقظ على "تفجير"، وليس سهلاً أن تُقرّر أن تكون ملكاً مختلفاً في جوار مضطرب ومتفجر ومُفخخ يمد "لسانه" للأردن يومياً، لكن أكثر ما يؤلم الأردنيين ليس "الأعداء" الذين تقف لهم المؤسسات العسكرية والأمنية بالمرصاد، وليس بإسرائيل التي عرّتها اليوم "تغريدة الملك"، بل هؤلاء الذين يعتقدون أنهم إن ظهروا في "يوتيوب وتويتر وفيسبوك" أصبحوا يعرفون معنى أن تُدير بلداً تعمل مليون جهة لإسقاطه ولا يغرق.