مع السعودية ... الدولة وعمقها العربي والإسلامي
جفرا نيوز - كتب: صدام الخوالده
ندرك جميعا صعوبة المرحلة الدقيقة التي يمر بها عالمنا العربي والإسلامي وكيف ان كل الأزمات عصفت بنا وبمحيطنا العربي والاسلامي خلال السنوات القليلة الماضية وتحديدا منذ انطلاقة شرارة ما يسمى الربيع العربي الذي لم يلمس المواطن العربي إلى الان شيئا من ربيعه سوى الاسم فقط ، ففي دول ما زالت تتخبط ولم تستقر رغم تغيير انظمتها إلى دول أخرى تعاني اختراقات وانقاسامات كبيرة تؤخر تجاوزها الأزمات وصولا إلى النموذج السوري الذي يكاد يكون واحد من اكثر السيناوريوهات تعقيدا للازمات في تاريخنا الحديث
وليس أدل على ذلك ان الأزمة السورية واللاعبين على مساحاتها باتوا يحاولون إثارة أزمات فرعية أخرى مبتعدين عن محور ومركز الأزمة الرئيسية حتى ان المشاهد للأحداث لم يعد يعلم في الأزمة السورية هذا الطرف مع من وهذا ضد من والثابت الوحيد ان قلة هم اليوم باتوا مع الدولة ومن هنا استدرك بداية حديثي وحول العنوان فان كل المغازي والتدخلات و السيناوريوهات الظاهرة و الباطنة فيما بيننا يجب أن تتوقف امام عدم معنى الدولة والدولة هنا الشكل والجوهر المعنوي قبل المادي وما تمثلة في نفوسنا جميعا وأكبر دليل على ذلك ما شهدناه من فرح الاردنيين والعرب قبل ايام ابان إعادة فتح حدود العبور بين الأردن وسوريا وهذا ما ارمي اليه ان علاقة الشعوب ببغصها البعض قد تتدخل الأنظمة السياسية في صياغتها إلى حد ما لكن في النهاية ثمة حالة معنوية شعورية أكبر من السياسية والاقتصاد وشراء المواقف والمناكفات سيما ما يجمع الشعوب العربية أكبر وأكثر بمئة مرة مما يفرقها .
عودا إلى عنوان مقالي والذي قدمت له بهذه الكلمات والمشاهد الحية الأخيرة من علاقات الشعوب والدول وما ترتبط به بروابط أخرى اوثق وأعظم من روابط العلاقة السياسية وعليه فاننا اليوم وبعد هذا التعاطي الغير مسبوق عالميا مع قضية مقتل الصحافي السعودي خاشقجي والذي مر عليها اكثر من اسبوعين إلا أن ثمة ما يشير وبكل الأدوات التي نشاهدها وكل فوضى التغطيات والأخبار والسبق الصحفي والتداول بالامر ونحن نعلم ان من يدير أو يحاول إدارة الراي العام العالمي ازاء ازمة فيها طرف عربي إسلامي بحجم العربية السعودية الشقيقة وهذا كله يؤكد أن حربا إعلامية بأقلام وافئدة مأجورة يحركها بعض ما اعداء الأمة الحقيقيون اليوم وللاسف جزء منها بين ظهرانينا
وهنا لا بد من الإشارة اولا اننا جميعا ضد أي إساءة أو محاولة للنيل من حياة أي مواطن لم يفعل شيء سوى التعبير عن رأيه وهناك نظام عالمي يحاسب أي نظام سياسي يتجرأ عل مصادرة حرية الناس كما أن العقلاء اليوم يستمرون في دعم كافة جهود كشف الحقائق ومحاسبة المذنب ومن يثبت تورطه في ذلك من دون تحميل دولة لكل مكوناتها وزر خطأ أحد افرادها .
بالأمس أعلنت السلطات السعودية عن إجراءات واعفاءات وحملة توقيفات بحق ١٨ متورطين بالقضية ووعد بتقديمهم للقضاء وتشكيل لجنة بقيادة ولي العهد لمعالجة الاختلالات في جهاز الاستخبارات والتي أدت إلى مثل هذا الحدث الشنيع. وكل الخطوات السابقة تسجل للملك سلمان وولي عهده في انفاذ العدالة ومحاسبة المعتدين .
خلاصة القول اننا امام معركة إعلامية شرسة ليست فقط ضد النظام السعودي ولكنها ضد السعودية ككل الارض والانسان والتاريخ وما تمثلة من عمق عربي اسلامي واستهدافها اليوم بهذا التشويه لصورتها امام كل مواطني العرب والمسلمين وامام كل شعوب العالم هو بمثابة ضرب في صلب وقلب نسيج الأمة التي مرت باحداث وفتن اكبر من ذلك بكثير وضلت صامدة متمسكة بما توحدت عليه واجتمعت عليه ورغم كل مفارقات وعنتريات الساسة والانظمة ضلت الشعوب تتكلم العربية وضلت الموروث الديني والعادات والتقاليد وقبل كل ذلك حالة شعورية معنوية تتجاوز الحدود تدفعنا اليوم وتدفع كل الشرفاء العرب والمسلمين للوقوف مع المملكة العربية السعودية أرضا وقيادة وشعبا في هذه المحنة التي على يقين من تجاوزها بالحكمة والتعاضد فيما بيننا عربا ومسلمين ، واختم بالإشادة بالموقف للمملكة الاردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حيث كانت من أولى المواقف العربية والإسلامية التي أعلنت وقوف الأردن شعبا وقيادة مع الأشقاء في السعودية بلاد الحرمين الشريفين .