من قاتل الواعد محمد عوض?

صدمت الاسرة الرياضية قبل اسبوعين بوفاة حارس مرمى الفيصلي زبن الخوالدة بسبب حادث سير مؤسف ادى الى وفاته فورا واليوم حادث اخر من نوع اخر لواعد رياضي وصف بالموهوب في عالم الرياضة الاردنية محمد عوض بسبب سقوط عارضة مرمى على رأسه اثناء تدريبات مراكز الأمير علي للواعدين بكرة القدم على ملعب مدرسة عماد الدين زنكي بمادبا ادت إلى وفاته بعد دخوله في غيبوبة وسط صدمة وذهول أهلة ومحبيه على خسارة شاب يمتلك الموهبة الكروية ومتفوق دراسيا الا ان قضاء الله وقدره كان الاسرع من الجميع وتكررت الحادثة في ملاعب كرة القدم والجمباز والسباحة وفقدنا شبابا في مقتبل العمر كانوا يخطون بثقة نحو النجومية والتألق لكن من المسؤول عن مسلسل الاهمال في ملاعبنا وما الدروس والعبر في كيفية توفير وسائل الامن والسلامة في ملاعبنا وصالاتنا الرياضية حتى لا نواصل وداع رياضيينا بهذه الطريقة المؤسفة.
العرب اليوم سلطت الضوء على حادثة وفاة المرحوم الواعد محمد عوض وفتحت ملف الاهمال الذي تسبب في مقتل عوض وكان قد قتل ايضا فراشة الجمباز نور الزعبي وادخل حرز الله العناية المركزة في اوقات متقاربة.
مشرف الملعب احمد الطرمان قال انه لم يكن موجودا لحظة الحادث وان مهمته تنظيم مواعيد استخدام الملعب وتجهيزه للفرق الرياضية فقط وحول ما اشيع عن ان عارضة المرمى التي تسببت بالحادث كانت مكسورة نفى ذلك واشار ان وزير التربية طلب من المعنيين العمل على استبدال العوارض الحديد لملاعب وصالات الوزارة حتى لا تتكرر الحادثة مستقبلا كذلك امر بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات الحادث.
من جانبه اشار مدرب مركز واعدي مادبا خالد سلطان ان الحادثة وقعت قبل بدء التدريبات الصباحية حيث قام موظف الملعب بفتح الابواب وادخال اللاعبين الى الملعب في ظل غياب المدربين وبين ان دعائم العارضة كانت مكسورة فسقطت على رأس اللاعب وقام سائق الباص والموجودون باسعافة الى المستشفى.
وقال سلطان ان اللاعب عوض من الموهوبين واللاعبين الواعدين في مستقبل الكرة الاردنية وحاصل على العديد من الميداليات والجوائز التقديرية واضاف ان اللاعب ابتعد عن التدريبات لاكثر من شهرين بسبب الاصابة وعاد للتدريبات ليكون القدر بانتظاره.
وثمن عم المتوفى جميل عوض مكرمة سمو الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة بنقله لتلقي العلاج المناسب على نفقته الخاصة واضاف ان مكارم الهاشميين كثيرة ولا تحصى.
وقال ان مدعي عام مادبا باشر التحقيق في الحادثة مبينا ان هناك حقوقا للاعب لدى اتحاد الكرة كونه منتسبا الى مراكز الواعدين منذ ثلاث سنوات ومميزا بشهادة المدربين والمشرفين على المراكز.
ويأمل عم المتوفى عوض ان يكون هناك راتب تقاعدي للاعب اسوة باللاعبين الذين فقدوا في حوادث مماثلة وحمل مسؤولية الوفاة لوزارة التربية ومراكز الواعدين ويأسف لتجاهل الوزارة متابعة الحادثة.
وكان المدير الاداري لمراكز الواعدين علي شهاب والمدير الفني زياد عكوبة قاما امس بزيارة اهل المتوفى واستمعا الى مطالبهم لنقلها لمجلس ادارة الاتحاد.
متى نتعظ
حادثة وفاة الواعد لم تقدم للمسؤولين عن ملاعبنا الدروس والعبر في كيفية توفير وسائل الامن والسلامة في ملاعبنا والتسبب والاهمال في عملية الصيانة من يقرع الجرس ففي الامس القريب ودعنا فراشة الجمباز نور الزعبي بعد ان تعرضت لحادث مشابه اثر سقوط عارضة ملعب البولو عليها مما اودى بحياتها.
وفي النصف الاول من العام الحالي عزى المسؤولون في مديرية تربية الزرقاء سبب سقوط الطالب مصطفى حرز الله عن المرمى وادخالة العناية المركزة الى الاعداد الكبيرة التي تستقبلها مديرية تربية الزرقاء مما يجعل الاهمال والحوادث واردة الحدوث ?!
قانون زاك
لا ندعي العيش في المدينة الفاضلة ونحن نؤمن بالخطأ البشري لكن تكرار الخطأ مرفوض بشكل قاطع وهذا ما حدث في امريكا وتحديدا ولاية (الينوي) التي شهدت وفاة طفل ( زاك) هناك اثر سقوط المرمى عليه الاسبوع الماضي ولم يقم العاملون والمسئولون في الولاية باطلاق اسم بطولة كروية بل اصدر حاكم الولاية قانونا جديدا يتعلق بالسلامة العامة في الملاعب(قانون زاك) تخليدا لذكرى المتوفي اذ تم منع استخدام المرمى المتحرك اضافة الى بعض شروط السلامة العامة الصارمة , في الوقت الذي ما زلنا فيه نوزع المسئولية بين مديرية التربية واتحاد كرة القدم وكأن الاهم الآن هو معرفة من المسئول وهذا لن يحدث اذ سرعان ما تدخل قصة محمد عوض عالم النسيان بالنسبة للرآي العام وتقتصر على اهله.
المطلوب اصدار قانون عوض على ان يطبق فورا من دوت الالتفات للجهة المعنية ان كانت تربية او اتحاد ويلزم هذا القانون تشديد الاجراءات الوقائية في الملاعب والقيام بجولات تفتيشية ومنع استخدام المرافق الرياضية من دون وجود طاقم اداري ومعالج جنبا الى جنب الطاقم الفني.
قانون عوض يجب ان يكون حازما بحجم المصاب الذي آلمنا جميعا اذا اردنا فعلا تجنب تكرار ما حدث لعوض مع عزيز آخر.