هبوب الجنوب يكتب : "حضرة الرئيس .. أخاف منك"

جفرا نيوز - خاص - كتب هبوب الجنوب حضرة الرئيس ..أتدري لماذا أخاف منك ؟ لأنك لم تقرأ البدوي الملثم ،هل قرأته لا أظن ذلك فأنت قبل أن تصبح رئيسا , كنت تغرد ..مستشهدا بنيتشه وفوكويايا ...وتشومسكي .
هل تعرف أغنية واحدة من أغاني سميرة توفيق ؟...هل سمعت ما اندل يا كريم الغربي ! أو أغنية (بالله اتصبو هالقهوة وزيدوها هيل) ..لا أظن ذلك أنت اصلا سميرة كلها لا تعرفها ...وأظنك تحب (بوب مارلي) ..وتحب (إلتون جون) ...
سؤال اخر ..هل قرأت عرار , ولمحت التمرد في ثنايا شعره ؟ هل داعبت قصائده روحك ..وعرفت طعم الجنون ..وكيف يكون الوطن قصيدة , والحب وزنا ..والحياة قافية يستقيم عليها القلب مثل استقامة اللغة ...لا أظنك قد عبرت على عرار أبدا .
هل قرأت كير كبرايد (قعقعة الأشواك) ؟ ..هل عرجت على ثورة الكرك 1910, وقرأت عن سبب تسمية حابس المجالي بهذا الإسم ....هل عرفت أن تركيا , قادت النساء في الكرك ..نساء من استشهدوا على الأسوار إلى سجن معان , وهناك ولد حابس عجرفة على الجلاد ...وسمي بهذا الإسم لأنه ولد في الحبس ..هل سمعت بنشيد الهية : (ياسامي باشا ما نطيع ولا نعد رجالنا ..لعيون مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا ..وبارودنا يرعد رعيد ومدافعك ملكا لنا )...أنت لا تعرف ربما ..وأنا لا أعذرك إن لم تعرف .
هل قرأت بعضا من سيرة عبدالحليم النمر , وكيف زجه توفيق أبو الهدى مع رفيقه عرار , في سجن الجفر ...وكيف طلب منه أن يعتذر للرئيس ..وفضل الموت على الإعتذار , إقرأ ولو بعضا من تاريخ صبرنا ..وتعبنا , من تاريخ الإظافر التي زرعناها في الصخر كي نبني هذا الوطن على الحب والحياة ...والمجد .
دعك من كل ذلك ..هل تعرف يد أبي ؟ وحين كان يأتي من الجيش ..وتجلس أمي كي تنزع برادة الحديد التي علقت بين ثنايا جلد الأصابع , وكيف ينزف دمه ..حرا , وكل نقطة فيه ..تحكي قصة صبرنا الأيوبي ..أبي أيها السيد العتيد ..كان (ميكانكيا) ..وبنى من الصبر أسرة ومن الحب وطنا ..ونحن من حولنا الشقاء لشوارع ومرافق ومستشفيات وبنادق ...وتأت أنت على تعبنا وجمر صبرنا , ودمع عيوننا ...كي تؤسس مجتمعك الليبرالي ..المخملي الخاوي ...
هل قرأت وصفي التل ...وكيف ألفت بنات المدارس في الأردن عام (1971) قاموس العشق , حين تركن المقاعد الدراسية وخرجت إلى الشوارع يستقبلن الشهيد المضمخ ...بدمع عيون بناتنا..خرجن يا حضرة الرئيس , وكل واحدة وضعت صورته على القلب ..وقلن للأرض والسنابل إشهدي أن وصفي منا ..وأن الحر منا , وأن الشهيد منا ..والعروبة ابتدأت فينا ..وستظل ....هل قرأت تاريخه , وسمعت من الذين أتعبهم العمر ..عن أسطورة هذا المقاتل وهذا العاشق ؟ ..لا أظنك قرأت شيئا .
هل تعرف ..عباطة عيد وحمدان البلوي ..أقسم أنك لم تسمع بهم ..لكن واحدا منهم في معركة الشيخ جراح , قال لرفيقه أن سبطانة مدفع العربة المدولبة , لا تنزل لمستوى الجدار ...فخرج حمدان وكان الرصاص مثل المطر فوق رأسه , وجلس على سبطانة المدفع ..حتى أنزله بمستوى الجدار , وقال لرفيقه سدد يا بن دمي فسدد ..فكان من شظايا القذيفة ..أن قطعت يده , وفقأت عينه اليمنى ...ثم أكمل وقال سدد الثانية ...هل تعرفهم عباطة عيد وحمدان البلوي ؟....دعك منهم لست بحاجة لمعرفتهم , فأنت تعرف مثنى ..ومثنى يكفي ربما .
هل تعرف مسلم قاسم مطير المطارنة , كان جندي الإشارة في معركة الكرامة , واخترق صفوف الدبابات الإسرائيلية ..ومنها أبرق للمدفعية السادسة , وقال لهم : الرماية حيث أقف فأنا في وسطهم ...ثم صعد شهيدا نقيا مطهرا , وحملته الكرك إلى السماء وشيعته الغيوم ....
أنا أعرف كل هذا , لكنك لا تعرف شيئا مما كتبت ...صدقني أن خبزك ومشاريعك , واقتصادك وقوانينك لا تعنيني ..ما يعنيني هو هويتي ووجودي وتاريخي وإرثي ...
فلا تغتالوا ما تبقى لي من هوية ....
هل عرفت الان لماذا أخاف منك ؟