قطيش الخليلي والشيخ كريم المجاليه(رئيس البلدية)،،،،قصة واقعية

جفرا نيوز - بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي.
كنا اطفال نشأنا وعشنا طفولتنا  في قرية الربة شمال محافظة الكرك. ، كنا نتجنب المرور أو الشراء من دكانة ذلك التاجر القادم من الخليل  المرحوم بإذن الله تعالى العم ابوطلعت قطيش السلايمه والذي تجاوز ال 70 عاما ، والسبب في ذلك  أن قطيش يعاني من مشكلة السمع،  وهو حاد المزاج مخيف النظرات ،كما أنه عصبي المزاج ، فمحاولة الشراء من دكانته تعني المغامرة بالبهدلة والطرد والبصقات التي كانت لا تفارق أي ردة فعل منه على أي موقف يستفزه وهو المستفز دائما ،كان يضحك للكبار ويلعب معهم طاولة الزهر امام دكانته،  ويا ويل الذي يأتي ليشتري من عنده اذا كان مغلوبا في هذه اللعبة. قطيش كان مستأجرا مبنى دكانته من البلدية التى يرأسها الشيخ كريم المجاليه ابو سعدالدين عليه رحمة الله ورضوانه ، وكان قطيش يتخذ الدكانة أحيانا غرفة نوم له فيما لو تخاصم مع أم طلعت وحردت الى أهلها غضبانة،  فينام بالدكانة التي تحتوي على مغسلة ولا تحتوي على حمام،  فكان يستخدم حمام  البلدية( كانت حردات  أم طلعت كثيرة و كون المنزل بعيد عن دكانته كان يفضل البقاء والنوم على تخت أعده بدكانته) الطابق الثاني والذي يصعد اليه بالدرج المجاور لدكانته  . في يوم من الأيام قرر وزير البلديات زيارة بلدة الربة،  وعندما تكون مثل هذه الزيارات في الماضي كانت البلدة كلها تحتفل بتلك الزيارة، وتشكل لجان استقبال ولجان مرافقة وتصبح تلك الزيارة  كالعرس الوطني لمشاهدة ذلك الكائن الحكومي الذي يرافقه التلفزيون الأردني والذي يعد تقريرا ينتظر الكل  مشاهدته بشوق في الأخبار المحلية والرئيسة. قام المرحوم الخال كريم المجاليه  ابوسعدالدين بإصدار تعليماته بتنظيف مبنى البلدية ومرافقها  والمحيط المجاور لها لاستقبال معالي الوزير المتوقع وصوله بحوالي التاسعة صباحا ، وهو نفس الموعد الذي يصحى فيه العم قطيش من نومه ويحمل ابريق الماء للذهاب الى حمام البلدية للتنجاية وما يتبعها من وضوء وفوضى نظافية يحدثها في ارضية الحمامات،   ويكون قطيش  عادة مرتديا السروال و الفانيلا البيضاء ،(اواعية الداخلية،الأندر وير تبعهم) . في غمرة انتظار اهالي البلدة لمعالي الوزير ، صحى العم قطيش وهو غافل عن هذه الزيارة وغير معني أو مهتم بها يريد الذهاب للحمام للتنجاية والوضوء،   ومن ثم عليه أن يخترق هذه  الجموع ليذهب للحمام الذي تم تنظيفه ومنع الموظفين من استخدامه ، عندها شاهد رئيس البلدية المرحوم كريم المجاليه  قطيش ينوي صعود الدرج متسلحا بالإبريق،  فقال له بصوت عالي (كون سمعه ثقيل) ، ،،،يا قطيش وين رايح. انت رح تنزع نظافة كل الحمامات الآن. ، واحنا پأي لحظة سوف يصل معالي الوزير عندنا،  فنظر العم قطيش الى الشيخ كريم وقال له وباللهجة الخليلية الممتدة لبعض الحروف، ،،اسمع ابو سعدالدين ، أنا لما استأجرت الدكانة منكم كبلدية تتبع لوزارة البلديات تم توقيع عئد (عقد) بيني وبينكم. يتضمن أن ادفع الإيجار ولكن منصوص فيه أن استخدم حمامات البلدية ، لهيك فإن خراي عليكم بالبلدية منصوص بالعئد .  عندها كان ردة فعل الجميع الضحك وتسهيل مهمة قطيش وإعادة الشطف والمسح  قبل أن يأتي موعد وصول وزير البلديات.   رحم الله العم قطيش السلايمه لو كان حاضرا لزيارات الحكومة للمحافظات من أجل قانون ضريبة الدخل ماذا كان سيقول لهم في هذا الزمن.  رحم الله الخال الكريم الشيخ كريم المجاليه ابوسعد الدين الذي ابتسم وقال هذا قطيش كان ضيف علينا وصار منا وفينا  وحاجته عندنا  اهم من حاجاتنا عند الوزير وزيارتة الينا.  رحم الله الكبار بأفعالهم وحكمتهم وبساطتهم.