لماذا حاورت الحكومة المواطن غير المتأثر من مشروع تعديل قانون ضريبة الدخل؟

جفرا نيوز -
اعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة* لندن- المملكة المتحدة 
بعد جولات مكوكية للوزراء في العديد من محافظات المملكة؛ وبعد التسويق الغير موفق لمشروع قانون ضريبة الدخل؛ وفِي ظل التاكيد الحكومي بكافة الزيارات لعدم خضوع اغلب المواطنين لتعديلات القانون الضريبي؛ ونظرًا للضغط الكبير الذي ولدته اللقاءات الحكومية على المواطن والمسؤول؛ تساءل البعض عن جدوى عرض مسودة القانون على المواطن الذي لن يصيبه التعديل الضريبي؟ وهل اخطأ الفريق الحكومي في التخطيط والتنظيم لإدارة الملف الضريبي؟ وما هي نتائج نقاش المواطن العادي المثقل بأعباء التكاليف المعيشية المتزايدة في مشروع قانون ضريبة الدخل؟
الم تدرك الحكومات حتى الان إلى ان مشكلة المواطن ليست مع قانون ضريبة الدخل! وان معضلته الرئيسيّة تكمن في وجود الدخل من اصله !  الدخل الذي يُؤْمِن له العيش الكريم! الدخل الذي يوفر للمواطن وعائلته تأميناً صحياً راقياً! الدخل الذي يُؤْمِن للابناء مدارس وجامعات حكومية مرموقة وباسعار مقبولة! وأن مقارنة بسيطة بين ما يحصل عليه من دخل وظيفي ودعم حكومي، وما يدفعه من ضرائب على خدمات الكهرباء والمياه والمحروقات والمسقفات والمبيعات تجعله اكثر انزعاجاً وأسوء مزاجاً!
اخيراً وليس آخراً، كان الاجدى بالحكومة وقبل النقاش في مشروع القانون الضريبي مع المواطن البسيط، ان تناقش معه ملفي الفقر  والبطالة، وان تقدم له حزمة من الحوافز والقرارات المعيشية وعبر خطة عمل واضحة، بعيداً عن المزايدات الوطنية والاستعراضات الحكومية، ليشعر المواطن البسيط بانه جزء من النسيج الوطني الواحد الذي يرى فيه جميع أبناء الوطن أنفسهم وعلى كافة مستوياتهم المعيشية والوظيفية، تحت مظلة واحدة من العدالة والنزاهة، الموضوعية والشفافية.
*الكاتب عضو لجنة خبراء اعداد القوانين الضريبية في المملكة سابقاً.