العصيان المدني وما بين السطور
جفرا نيوز - نور الدويري
اقتنص البعض سقوط همومنا في جعبة اليأس ، واستلذ البعض بفتق جروح فقرنا فضغطوا عليها ، واستبشرنا خيرا بحكومة استبدلنها بالقوة فدقوا مسامير اقوى في لحمنا.
ضريبة تصارع أحلامنا لتكفن بقاياها ، غلاء جردنا من ان نحفظ اسرارنا ، اجحاف في ترهل إداري ثقب قلوبنا ، فجاء فجأة من يلوح بالعصيان المدني!!! .
شخصيا اعاني كل ما يقاسية المواطن الضعيف من ظروف مره، وفي قلبي ثورة لو أدركها البعض لاسقطت النجوم على الأرض لتحارب معنا وحوش الفساد والمفسدة فما هو العصيان وما هو التسيج ؟!
العصيان مرآة رأت الغلابة في وطني فاستغلتهم لتجيشهم فلا تعطوهم فرصه امامنا خيارات من اعتصام لحوار لقضايا تُرفع ثورتنا بيضاء ، فلا تقبلوا ان يدنس ثوب العروس بالدم المغتصب .
اما التسيحج صار هوية لخض اللبن الفاسد فلا هرم الدولة يحتاج مصادقة منهم و لا القبة المثقوبة التي اخترناها نحن على ضفاف سدور المنسف ستنفع ، والفاسدون يدفعون المال لبضعة شخوص اغنياء بالولادة فلم يعرفوا يوما ما هو العوز و القهر و الخنوع والنحت بالصخر لاقتلاع لقمة العيش واجمعوهم على ورقة ستجدونهم سرب من طيور مريضة عاشت معتزلة في اعشاش المصالح و جمع الذهب.
أيها السادة :
الوطن لنا وبنا لن يكون لهم منصب، نحن أسياد الوطن ومن دوننا لن تقوم دولة، ومعهم لن يستمر لنا مجلس، فالشعوب الحرة قادرة على إدارة ازامتها بحنكه فلا تقبلوا ان تصفى حسابات السحيجه المادية على حساب غضبنا العارم .
ادركوا الفرق بين المقاطعة و العصيان بين الاعتصام والفوضى بين الحوار و الخوار كونوا أذكى من الموقف
تذكروا كيف تخلت النقابات عنا تذكروا كيف ان العصيان لم ينتفض إلا على الضريبة !!! اين كانوا عن الخبز و قوت اولادنا أين اختفوا عن حقوق المرضى و الأدوية أين هربوا عن الانتفاض لكرامتنا .
عشائرنا قوية و وطنا محفوظ بعظمة الله فلا توافقوا على عقد صفقات تمهد الطريق لبيع الوطن في سوق النخاسه.
تصدقوا على الوطن بغضب جميل وصوت لا يخشى الحق
ولا تقبلوا الفاسدين ان يعبدوا مستقبلنا ومن تابع الموقف أدرك من هم المدسوسين بين صفوفنا ، تمتعوا بالذكاء السياسي و شرحوا خريطة المعركة فلندرك اعدائه الداخلين قبل أن ننطلق للمعركة ، بوركت حناجر من دافعوا عن لقمة عيشنا عن وظيفتنا عن ابناءنا عن نسائنا من الرمثا حتى العقبة هؤلاء هم انتفاضتنا فلا تغرفوا طعاما فاسدا من سدور المكارين فننتحر بصمت .
اللهم اكرم على صبر الأردن و فرج كربته فجعل النار التي يعيشها بردا وسلاما كما على إبراهيم ، و امنحنا البصيرة كيف علينا أن نثور لكرامتنا لتخرجنا من البطن الحوت سالمين كما توليت يونس (فلا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين) .