رفض الضريبة ثلثين المراجل !

جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي اللاثقة بكل شيء؛ وعدم الوعي ثم ادعاءه في كل شيء، عوامل إن وجدت لدى الجمهور فلا طائل من التحاور معه، لكن قد يختلف الأمر قليلا لو غيرنا الأدوات.. تناقلت وسائل الإعلام أمس خبرا وفيديو عن لقاء وفد وزاري حكومي ببعض أهالي الطفيلة، للحوار حول قانون الضريبة، وكان الموقف بالنسبة لي ليس غريبا، فأنا أتوقع أن يحدث في أي مكان في الأردن، فالأغلبية الساحقة من الناس حددوا موقفهم بعدم الحوار حتى ولو كان الحوار وعاء تنقية القضايا من الشوائب والفهم الانطباعي المسبق، وكنت وما زلت أرغب بمعرفة كم عدد الذين سيشملهم قانون الضريبة من سكان الطفيلة، ومعان والكرك، أعتقد بأنهم لا يساوون عدد المواطنين الذين حضروا الى ذلك المدرج (قاعة التدريس) في جامعة الطفيلة التقنية، ومع ذلك تناقل بعضهم الخبر باعتباره خبرا عن حرب كونية ! كثير من الكلام يقال؛ لكن لا رغبة لدي وكثيرين غيري في قوله، فالطابع العام أن كثيرين منا فقدوا الآذان، والعيون، وبعضنا لا يشعر بأية مسؤولية أخلاقية أو وطنية، فيلقي بالكلام كيفما شاء، ومثل هذا الشخص لا جدوى من توجيه الكلام له، وحول قانون الضريبة الذي صدرت بشأنه بطولات نضالوية رافضة، من بينها بيانات وتصريحات صحفية وأخبار تبحث عن نجومية، لا يتعامل معه كثير من الناس باعتباره "فرصة" مهمة لتصويب وضع مالي متدهور، ولا يقع في وارد أو شارد هؤلاء بأن قانون الضريبة المعمول به ظالم، وتنقصه كثير من التعديلات التي كان يجب أن تجرى قبل هذا الموعد بسنوات، فالتشوهات والاستثناءات فيه كثيرة، وهناك الكثير من المال يضيع في غفلة تشريعية، كان وما زال الواجب الوطني هو تصويبها، قبل المضي في إصلاحات سياسية وغيرها.. لا يريد خيرا لهذه البلاد من يجرها الى مزيد من ضعف وانهيار، ولا من يثير السجالات "البيزنطية" التي لا رابح فيها، ولا تنوير ولا تغيير، ومع احترامي لكل الآراء الرافضة للضريبة وقوانينها، حتى تلك التي لا سند لها ولا تبرير ولا توازن، فإنه ليس مقبولا أن نغلق الآذان والعيون والأذهان، عن حجم التحدي بل التهديد الذي ينتظرنا، إن نحن لم نتعود على احترام العقل واحترام الرأي الآخر ومناقشته بهدوء.. رفض الضريبة بالاتكاء على تبريرات وأسباب غير واقعية ولا علمية، هو هروب وطلب للمراجل والنجومية، والموقف المتحضر الديمقراطي، يدعونا لأن نسمع ونسأل ونناقش كي نفهم، ونلم بكل الصورة، لا أن نطلق البيانات والتصريحات والمسرحيات ولن أتحدث عن تلك المواقف التي تظهرنا بمظهر عدم احترام الضيوف والناس إذ يزورون محافظاتنا.. لا أعلم إن كان للنواب موقف مسبق باستبعاد أنفسهم عن الحوار الدائر، وأعتقد بأن اشراك النواب في الحوار حول قانون الضريبة مهم، فهم الطرف الأكثر أهمية وهم ممثلوا الشعب، وهم في النهاية من يقر قانونا أو يرفضه أو يعدل عليه أو حتى "يقترحه"..فلا يجب أن يركنوا الى دور المتفرج، ويجب أن يتواجدوا بقوة في هذا الحدث، لا أن ينتظروا ما تتمخض عنه حوارات الحكومة مع الناس ثم يأتيهم القانون ليناقشوه تحت القبة ويصوتوا على ما ورد فيه. الدور الأهم في عملية الحوار هو نيابي - شعبي، فلا تستطيع أية حكومة أن توصل فكرة الى ذهن مواطن قد حدد موقفه المسبق منها، واعتبرها هي الحكومة التي تدير الشأن الأردني منذ تأسيس الدولة الأردنية.. لا يجوز مطالبة الرزاز ولا حكومته وبين "يوم وليلة" بتصويب أخطاء من سبقوه، هذا طلب غير منطقي، وفيه تكبيل للحكومة ولكل جهة عن فعل الصواب أو فعل أي شيء، بينما الجميع ينتظر استحقاقا مهما، سنندم كثيرا لو أجلناه وتغاضينا عنه، جراء هذا التمترس خلف الرأي الواحد غير القابل للنقاش بل للإستيعاب. مواجهة التحدي هو الوطنية والرجولة وليس الهروب منها.