هبوب الجنوب يكتب : رسالة عربيات
جفرا نيوز - خاص - كتب – هبوب الجنوب
قال الشيخ عبداللطيف عربيات , كلاما غاضبا جدا وأنا تابعته وتمنيت لو أن المذيع يصمت قليلا ويعطي فرصة لهذا الشيخ أن يكمل لكنه لم يصمت ولم يجعله يكمل ...
فـ ماذا يعني كلام الشيخ ؟ وما هي الرسالة ولمن ؟
الأخوان المسلمون يملكون ثأرا خفيا مع الدكتور الرزاز , فلقد قام بحرث المناهج , كما قال الدكتور خالد الكركي في معرض تعليقه على التعديلات في المناهج , قال : (كنت أظن أنه تشذيب ولكن تبين لي أنه حراثة وليس تشذيبا) والأخوان في غضبهم هذا وما تحدث به الدكتور عربيات , يبدو أنهم يعدون العدة للإنقضاض على حكومة الرزاز ...وبتقديري فإن حركة الرابع الجديدة لن تكون مقتصرة على جمهور (معا) ..بل ستكون إخونجية بالشكل والمضمون والشعارات .
ما قاله عربيات خطير جدا وأخطر من خطير , فحركة السفارة الأمريكية والسفارات الأوروبية , في زياراتهم للشيخ تدل على أنهم يتعاطون مع الإخوان كدولة داخل دولة , والشيخ لا أعرف ماذا قصد حين طلبوا منه عدم خوض الإنتخابات وكانت النتيجة مثلما أرادوا .
حسنا ما هو القادم إذا ؟ أنا اشعر أن حكومة الرزاز في شكلها ومضمونها هي استفزاز للإخوان , وربما مشروع في السلطة يعيد انتاج الإخوان أكثر مما يحقق إصلاحا سياسيا ...وأنا اشعر أن ثمة تحرك خفي لدى مطابخ الإخوان المسلمين للعودة إلى الشارع واقتناص الفرصة من جديد ، فهم – وهذا واضح من حديث الدكتور عربيات – لم يعودوا ينظرون إلى مكونات الدولة كمفاوض أو مظلة لحركتهم ووجودهم , بل قفزوا عن كل ذلك إلى الأمريكان والأوروبيين ...فالساحة الأردنية لديهم , هي محطة تفاوض أمريكي أوروبي وليست ملفا حكوميا أو سياسيا .
وإلا ماذا يعني استقبال الدكتور عربيات للسفير الأمريكي , وماذا يعني أن يفتح معه ملف الإنتخابات , ماذا يعني الجدل بينهم على قضايا محلية ؟ وكيف يقبل الأردني على نفسه أن يفعل هذا بمعزل عن دستور دولته وقوانينها ويجاهر بذلك .
عربيات ليس بالشخصية العابرة في الإخوان , هو منظر الحركة وكان في فترة ما عقلها المدبر , وأنا أجزم أن المرحلة القادمة ستشهد عودة مخيفة ربما , وربما فيها نوع من الصدام لأن ليبرالية الرزاز , وضحالة البعد الإسلامي والعروبي في تكوين وزرائه , ورعونة الجسم الحكومي هي بحد ذاتها تعتبر محفزا مهما للإخوان .
حماس سلوكها السياسي الان , مريب نوعا ما ، فهي تفاوض على التهدئة , بمعزل عن السلطة , هي تنظر لغزة على أنها دولة ..هي تتجاوز منظمة التحرير ولا تعترف بها أصلا ...تتجاوز محمود عباس , وكل الفصائل الفلسطينية حماس يعنيها وجودها وبقاؤها ..يعنيها أن تكون هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ولا بديل عنها .
التفكير الإخونجي واحد , سواء عند حماس أو الإخوان وحديث عربيات كان استخفافا في الدولة , ومؤسساتها استخفافا بالناس وحركة الشارع , وكان استخفافا خالصا في الحكومة ويبدو أن إخوان الأردن , قفزوا عن المشهد المحلي لما هو أبعد من ذلك فهم ربما يستوردون نموذج حماس , وربما يفكرون بأكثر من ذلك .
بالطبع الحكومة غائبة , فهي تنظر لهم على أنهم من الملفات الأمنية وليس السياسية , والحكومة غارقة في سباقات (السلفي) ومهلة الأيام , ونسيت أن تنظيما مهما على الساحة الأردنية يعيد التموضع ..ويعيد انتاج نفسه .
عربيات لم يشخص الواقع , ولكنه أطلق رسالة تحذيرية أيضا إلى السلطة , كأنه يقول لهم : لقد تجاوزوكم وهم الان يرتبون الدور المستقبلي لهم ضمن صفقة القرن , بما يضمن وجودهم وفاعليتهم هل كان حقيقية يعري الواقع أم يطلق رسالة تحذيرية للسلطة ؟
أظن أن مقابلة عربيات رسالة خطيرة لم يلتقطها سوى البعد الأمني فقط .