الاونروا وتقصيرنا

جفرا نيوز- بقلم : ايمن الحنيطي 
‏ قبل 10 سنوات تقريبا التقطنا مؤشرات اسرائيلية قوية حول النية لالغاء ‎الاونروا وحق العودة، وابلغنا مسؤولين بها، وتحدثنا حينها عن ضرورة وجود Plan B وذلك بالتزامن مع وئد حل الدولتين. 
اليوم ثبت بالوجه القاطع اننا قصرنا بالتخطيط والاستعداد، ولا نمتلك سوى التخبط وضياع البوصلة، ونحاول انقاذ ما يمكن انقاذه، ولكن بعد فوات الاوان، خسرنا اوراق رابحة كان من شأنها  انقاذ الاردن من مشاكل اقتصادية واجتماعية وتنموية عانى منها لعشرات السنين بفعل موجات اللجوء المتكررة، خسرنا حق العودة، وتعويضات بقيمة 40 مليار دولار. 
    الصهيوني اوري ارئيل زعيم حزب الاتحاد القومي اليميني المتطرف، والذي يشغل اليوم منصب وزير الزراعة في حكومة نتنياهو الحالية، تحدث قبل 10 ‏سنوات عن اطلاق حملة اعلامية عالمية لشطب حق العودة والاونروا بكلفة مليون دولار، وها هم اليوم يقطفون ثمار ما خططوا له. 
 ادارة ترامب اعلنت صراحة انها لا تعترف الا بنصف مليون لاجئ فلسطيني، بمعنى ان الجيلين الرابع والخامس من اللاجئين الفلسطينيين وعددهم تقريبا 5.5 مليون فلسطيني يحملون صفة لاجئ، نصفهم تقريباً في الاردن ومخيماته، سيوطنون ويجنسون بجنسية البلدان العربية التي يعيشون فيها، ومنهم فعليا من حصل على جنسية تلك الدول، وبهذا فعلياً يشطب حق العودة. 
  اما التعويضات، فقد ذهبت ادراج الرياح، الاسرائيليون ومنذ عدة سنوات اودعوا في الامم المتحدة وثائق بالاسماء والارقام عن تعويضات اليهود الذين هجرتهم اسرائيل خلسة وقالت انهم اخرجوا "طردوا" من البلدان العربية؛ العراق، والمغرب، ومصر، وليبيا، وغيرها وتقدر قيمة تعويضاتهم التي يطالبون العرب بها 400 مليار دولار، بمعنى تعويضات اللاجئين الفلسطينيين مقابل تعويضات يهود الدول العربية، وقد اقرت الكنيست الاسرائيلية يوماً في العام لاحياء ذكرى يهود الدول العربية الذين "طردوا" من بلدانهم. 
   شطب حق العودة والاونروا هو فعليا الفصل  الاخير بملف القضية الفلسطينية، اليوم التحالفات الدولية ومصالح الدول في المنطقة هي الغالبة، والعرب هم اليوم الحلقة الاضعف، الاسابيع المقبلة تحمل معها ترتيبات اخرى ضمن صفقة القرن التي يجري تنفيذها بهدوء، ولم يبق سوى مؤتمر سلام دولي "مدريد2" فقط لتوقيع جميع الاطراف عليها .