سلوك همجي
جفرا نيوز - حمادة فراعنة
تصوروا لو أن فصائل المقاومة الفلسطينية مسّت بالسوء غير المتعمد لامرأة اسرائيلية حامل في شهرها التاسع مقبلة على موعد الولادة، نتيجة قصف عشوائي أو منظم لمستعمرات قائمة على أرض فلسطينية محتلة، ماذا ستكون النتيجة لدى منافقي أوروبا ومتحمسي الولايات المتحدة ؟؟ وماذا سيكون موقف سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيك هيلي ؟؟ ستقوم الدنيا ولن تقعد احتجاجاً على ارهاب الفلسطينيين وتعريض الاسرائيليين للأذى !! القصف العدواني الاسرائيلي لمعاقبة أهالي قطاع غزة المحاصرين منذ عشر سنوات براً وبحراً وجواً، بحرمانهم من فرص التنقل والطعام والمياه النظيفة، وفرض خيار الموت جوعاً ومرضاً وقهراً أو الموت قصفاً، وحتى فرص الاحتجاج ممنوعة عبر مسيرات العودة الى بيوتهم في مناطق 48، برد القتل والقنص واطلاق الرصاص المباشر على الأطراف لحرمان العيش السوي مع الحياة، متواصل بدون أي حس بالمسؤولية لدى الادارة الأميركية ومن لف لفها من أتباعها !.
القصف الاسرائيلي يوم الخميس 9/8/2018 لقطاع غزة قتل المواطنة الفلسطينية ايناس محمد خماش 23 عاماً الحامل في شهرها التاسع وابنتها الطفلة بيان وعمرها سنة ونصف السنة واصابة زوجها محمد خماش، من يحتج ؟؟ من يتوقف ليقول لتلاميذ النازية نتنياهو ليبرمان وبينيت الذين يواصلون المحرقة المتقطعة ضد الشعب الفلسطيني المعذب ؟؟، من يتوقف ليقول لهم كفى، لقد تعرض شعبكم للأذى والمحرقة، فلا تفعلوا ذلك مع الشعب الفلسطيني الذي لا يكرهكم، فهو يكره احتلالكم وبطشكم وأفعالكم المشينة بحق الانسان !.
الفلسطينيون يتعرضون للحرمان والتعذيب ويتضامن معهم بعضاً من أصحاب الضمير الأوروبيين، احتجاجاً على حصار قطاع غزة، فحاولوا كسر الحصار عبر سفينة مستأجرة، فيتم اعتقالهم في المياه الدولية ويتعرضوا للاعتقال ولمعاملة شبهوها بمعاملة الحيوانات، هذا ما قاله فيري ساربوشان الناشط السويدي المتضامن مع الشعب الفلسطيني ومعه لين أندرسون ومي روت لفلر، الذين وصفوا اعتقالهم بعد عودتهم الى استكهولهم على أثر اعتقال دام خمسة أيام : أنهم عُوملوا بقسوة ولم يحترموا انسانيتهم ومواطنتهم السويدية مثلهم مثل مواطنين أوروبيين أخرين تعرضوا لسوء المعاملة والتعذيب، وهم لم يصلوا أرض فلسطين بعد بل تم اعتقالهم في عرض البحر قبل أن يصلوا شواطئ غزة !!.
سلوك همجي ضد أناس يتعاملوا بتحضر وأدوات سلمية تضامناً مع الفلسطينيين واحتجاجاً على الاحتلال الاسرائيلي، انها ذروة الانحطاط الأخلاقي اللاانساني مع البشر من قبل الاسرائيليين الذين سبق وأن تعاطف المجتمع الدولي على ما تعرض له اليهود من مأسي وظلم واضطهاد على أيدي النازيين والفاشيين في أوروبا، وباتت القوانين الأوروبية مشرعة تحمي من أي سلوك أو قول يمس بحقوق الانسان وبمكانة اليهود، وهي اجراءات وسياسات عليها أن تتطور لتشمل وتحمي الفلسطينيين من السلوك النازي والفاشي الاسرائيلي ضد حقوق الانسان.
المجتمع الدولي بدأ يتفهم معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو الحرية، وبدأ يدرك ويلمس سلوك المستعمرة الاسرائيلية وأذاها ضد حقوق الانسان الفلسطيني، وأخذ ينحاز ولو بطيئاً خطوة خطوة نحو دعم واسناد المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني وتطلعات أهله من المشردين اللاجئين في العودة الى وطنهم، ونضال المقيمين منهم في مناطق 48 و67 نحو الكرامة والحرية والمساواة أسوة بباقي شعوب الأرض، ولكن الحركة البطيئة وأفعالها متواضعة أمام قوة الاحتلال وهمجيته، فمتى تكون العقوبات والعزلة لقادة المستعمرة الاسرائيلية بمستوى الجرائم التي يرتكبوها ؟؟.