نهايات السنجلاوي
جفرا نيوز - خـاص
أخفق وزير الخارجية الاردنية "محمدناصر" سامي السنجلاوي في أدارة ملف أنضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي ، ويبدو أنه سيكون الفصل الاخير من حكاية جودة في أدارة السياسة الخارجية الاردنية ، وسقوطه في فخ الاستهتار والاوهام والنظر للقضايا والملفات الهامة والعاجلة من زاوية ضيقة وفردية ، فهو أقرب للأتوقراطية في أدارة الخارجية الاردنية وسياستها العامة .
جودة أخذ فرص في الدولة الاردنية أكبر وأكبر من حجمه السياسي و مؤهلاته العلمية و خبراته السياسية و الادارية ، و جعلت منه رجلا متفردا بالقرار لا يؤمن بالديمقراطية وتعدد وجهات النظر و الاراء في المواقف السياسية العامة ، فهو أشبة بدايناصور يطحن كل الافكار الايجابية والاصلاحية و التنويرية ويضعها على جنب و جنب دون أن يراعي مبدأ أحترامها الاستفادة من خبرات أهلها في العمل السياسي و الدبلوماسي .
العثرات التي راكمها جودة في أدارة ملف أنضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي ، قد تقصر من عمره في الخارجية ، و تبدد أحلامه السياسية الطامحة للانتقال لادارة مؤسسات أكثر حساسية وأهمية في الدولة الاردنية ، فعينا جودة الاثنتين تحلقان باتجاهين متوازين الاول صوب الدوار الرابع ومركز النظر الثاني صوب رئاسة الديوان الملكي العامر .
كل من عرف السنجلاوي منذ ان" تعربش " في العمل الحكومي والعام ، يسجل ملاحظات كثر على الرجل أبرزها أنحيازه لمبدأ الشللية في الادارة ، و سياسة التنفيع للاصدقاء والاقارب وأعوان الظل ، بل أن الرجل يمتهن ذلك لحد أنه أسس نهجا قويا في الادارة الاردنية ، بات بمثابة تقليد وتحول الى نهج مكرس يقلده كل من هم باوصاف السنجلاوي و يطمحون للوصول لمراكز رفيعة في السلطة .
الفصل الاخير لنهاية السنجلاوي ، هو أشبه بنهايات باسم عوض الله في السلطة ، فالسنجلاوي أتقن تقليد أدوات عوض الله في الادارة و السياسة ، و أمتهن حرفة الاثارة و الاحتراب ، و الفتنة والتفرد في القرار ، و الانحياز بشكل قوي لارائه دون الاخذ باراء الاخرين ولا لأفكارهم ، ولا لوجهات نظرهم ، لانه مصاب بدا الكراهية و الحقد ، ولا يؤمن أطلاقا بالديمقراطية و تعددية الاراء في العمل السياسي العام , الا ان شيئا مشترك بينهما الا وهو كره الشارع الاردني لهما , لانهما من نفس الطينة .
نهاية السنجلاوي لم تكن لتخطر في بال احد ، فالرجل كان حتى وقت قريب القوي و المتفرد في القرار ، و اللاعب الوحيد على ساحة السياسة الخارجية ، و قلما يستشير أو يستعين به رئيس الوزراء معروف البخيت في قراراته أو تحركاته .