ما الذي اقترفه أحمد سلامه ومن هم مهاجميه؟

جفرا نيوز- محرر الشؤون المحلية
لا زالت أصداء المقالة المنشورة في صحيفة الرأي اليومية قبل عدة أيام والتي حملت عنوان "أين الملك و لماذا السؤال" ، تتردد في الفضاء العام و بقيت على الرغم من الأحداث التي تلتها تتصدر اهتمام الجمهور الأردني. من الناحية اللغوية والفنية والأدبية لا يمتلك إلا قلة نادرة كتابة مقالة بهذه المتانة والبناء الفكري والأسلوب الصحفي، وهذا ليس غريبا على "شيخ الصحفيين الأردنيين" الذي قضى خمسين عاما من عمره بين الورق، قارئا وكاتبا. ومن الناحية السياسية عبر سلامة عن موقفه الذاتي والشخصي، الذي ينسجم أيضا مع مسيرته التي بقي فيها على الدوام واحدا من رجال النظام والعرش، وهي مسيرة حافلة عايشت وعاصرت وصنعت الكثير من الأحداث. ومن الناحية الحقوقية عبر سلامه عن رأيه بالصورة التي أرضت قناعاته وفي إطار من الحرية المسؤولة التي لم توجه اتهام لشخص بعينه أو تجنّت على مجموعة من الناس، فـ حرية سلامه يتوجب أن تكون مصانة في إطار احترام الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، فليس مقبولا أن تكون المطالبة بفتح الفضاء للمعارضين وإغلاقه على الآخرين. في المقابل واجه سلامة سيلا جارفا من الاتهام الشخصي ومحاولات اغتيال الشخصية، و واجه أسلوبا قمعيا مقيتا يسعى لإرغامه على السكوت وردع غيره ممن قد يحملون رأيا مخالفا للقلة القليلة التي تتصدى لقيادة الحملات على "التواصل الاجتماعي"، الذين يقف خلفهم آيادي معادية الظاهر منها حتى اللحظة يد الصهيوني "إيدي كوهين". تُصنع الإشاعة اليوم في الأردن خارج أسواره، يهندسها إيدي كوهين ويحملها ثلة من المعارضين السياحيين، الذين لا يتوانون عن استخدام أقذع العبارات وأبذئ الأوصاف لمواجهة المختلفين معهم، وهي معارضة لا شك أنها مدفوعة ومدسوسة في ضوء ما يظهر على أصحابها من نعيم. أحمد سلامة تحمل خلال اليومين الماضيين ظلما كبيرا، وشخصنه غير مبررة، وتلفيق اتهامات طالت شخصه كما طالت أفراد من عائلته وأبناء عمومته،فهاجمته ثلاثة فئات ، زملاء في الوسط طالما كان سلامة كان غريمهم الذي خطف الأنظار منهم بتميزه ومهنيته، ثم كتب مقالته الأخيرة فتقدم عنهم في موقف يود بعضهم لو أنه كان أول من حمله، والدليل أن بعض مهاجمي سلامة كانوا من الشخصيات التي عرف أنها لا تضع حدوداً لـ "التسحيج و التملق" وبعضهم من الراتعين في مستنقعات التمويل الأجنبي العارفين بدهاليز السفارات و أقبيتها. الفئة الثانية من مهاجمي سلامة، هم "المعارضة السياحية" الذين يبدأ نضالهم الوطني من سويسرا وأمريكا ولندن وتل أبيب بكبسة على "الكيبورد" وينتهي بوصلة "ردح" عبر يوتيوب، ويمررون للوطن بين كل إشاعة وإشاعة قصة ملفقة، وغالبا لم يكمل الغالبية العظمى من أولاء المعارضين قراءة الأسطر العشرة الأولى من المقال، حيث يغنيهم عن القراءة إشارات أيدي كوهين وأقرانه المرسلة إليهم بالبريد الخاص. أما الفئة الثالثة - الأكثر نظافة وشرف رغم أنها الأكثر قسوة واندفاع - فهم جمهور مواقع التواصل الاجتماعي الذين تلقفوا ما كتبت وتناقلت الفئتين الأولى و الثانية، دون أن يطلعوا على النص الأصلي للمقال أو حتى أن يعرفوا الكاتب وخلفيته السياسية والعملية، هذه الفئة في الغالب تبنت في منشورات سابقة ذات الرواية التي كتبها سلامة، فهم الجمهور الذي يهتف لجلالة لملك و يناديه بـ "سيدنا"، وهم الذين ضجوا خلال الأسابيع الماضية من الإشاعات التي طالت جلالته. يتبقى في النهاية ضرورة الإشارة الى أن الكثير من المصطلحات التي بنى عليها المنتقدون انتقادهم للمقال وكاتبه، أخرجت من السياق وأفرغت من المعنى وأسقطت في غير محلها، فالذين هاجموا جلالة الملك والذين أطلقوا الشائعات ورفعوا التكلفة في مخاطبة جلالته سيبقون ديدان الأرض وحشرات الفضاء وذبابه، رضي من رضي وغضب من غضب.