الأردن يتعرض لحرب نفسية ممنهجة !

جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
يدرك العسكريون قبل سواهم , دور الحرب النفسية التي يشنها الخصوم ضد بلد يخططون إما لغزوه لاحقا , أو لإدخاله في حالة فوضى تحقق أهدافهم ضده بلا قتال . ولهذا تعتبر الحرب النفسية من أهم وسائل المتحاربين قبل إندلاع الحرب وخلالها , عبر بث الإشاعات الهدامة التي تفتك بمعنويات الخصم وجيشه ومؤسساته الأمنية , والأهم تدمير معنويات شعبه , ولها في ذلك وسائلها عبر جواسيسها وإعلامها وإعلام آخر مأجور لها ! . لا أشك لثانية واحدة في أن الأردن يواجه حربا نفسية لها بالضرورة ما بعدها , وتقوم عليها دولة أو أكثر ربما , وهي سعيدة بما يتوفر عليه عالم اليوم من وسائل تواصل إجتماعي وإعلامي لا حصرلها , مثلما هي ترى في بلدنا بيئة خصبة لسريان الإشاعات سريان النار في الهشيم , مستغلة ظروف فقرنا ومطالباتنا بالإصلاح الشامل وتفجر بعض المشكلات عندنا كقضية الدخان مثلا وغيرها . أعود ثانية للتذكير بما سمعته شخصيا مع آخرين من وزير مختص في الحكومة السابقة عندما قال أن 49 بالمائة من التعليقات عبر وسائل التواصل ضدنا تأتينا من جهة بعينها ! , مضيفا أن هناك رجال مخابرات يجلسون خلف مكاتبهم ويتولون هذه المهمة ! . عندما يتعرض بلد ما الأردن أو غيره لحرب نفسية , فلا يجوز أن يبقى صامتا ولا بد أن يرد أو على الأقل أن يكشف مصدر تلك الإشاعات ومن أية دولة تأتي , وأن يتصدى في المقابل لأولئك الذين يسعون لدمارنا وإدخالنا في الفوضى رغما عنا , وأن يكشف كذلك الجهات الأخرى التي تمارس الخطيئة الجريمة بحقنا وحق بلدنا , وتلك مسؤولية لا عذر لحكومة في التغاضي عنها , سواء أكان الأذى آتيا من الداخل أو الخارج . لن أذكر إسم الجهة التي ذكرها الوزير السابق , لكنني أعود ثانية للتذكير بتصريح سابق سمعناه من أحمد جبريل خلال مؤتمر القدس الأخير في طهران عندما قال : سنعبر الأردن وافق الملك أم لم يوافق لنحرر فلسطين , وهو تصريح كرره هادي العامري حديثا حيث قال : سيعبر الحشد الشعبي الأردن ولو بقوة السلاح لنحرر فلسطين . هذا ربما يعني أن أذرع ما يسمى بالحشد الشعبي في بلادنا العربية قد تكون هي من تتولى شن الحرب النفسية ضدنا والله أعلم , فإن كانت كذلك فهي إذا تلتقي تماما مع الحرب النفسية المماثلة التي يشنها الموساد الإسرائيلي ضدنا هذا الأوان بالذات , ويسخر باحثين ومواقع إخبارية لبث الإشاعات الهدامة بيننا وفي أوساط شعبنا , فماذا يعني ذلك وكيف يستقيم عندما يشترك طرفان يدعيان خصومة فيما بينهما على شن حرب نفسية ضدنا ! . أحمد جبريل المختبيء في دمشق منذ سنوات طوال , وهادي العامري العائد إلى العراق في جوف دبابة أميركية , لم ولن يقدما لفلسطين الحبيبة وقضيتها ومعاناة شعبها شيئا يعدل نعال شهيد أردني واحد فاضت روحه الطاهرة على ثراها الطهور , وروى دمه الغالي ثراها الأغلى , فليس لهما وأمثالهما إلا التجارة بأرواح شهداء فلسطين ومعاناة شعبها الشقيق الصابر المصابر , وفي تاريخ العرب والقضية نماذج كثيرة من هذا الصنف . لا علينا فما دام العطارلا يصلح ما افسد الدهر , فإن علينا أن نحذر كل اردني وكل أردنية من أي فصل أو أصل كانوا للإنتباه جيدا , وإدراك أن فوضى الإشاعات التي يعج بها فضاؤنا الأردني , هي حرب نفسية ضد الأردن بكل المقاييس وعلينا إسقاطها في حاويات النفايات هي وأصحابها ! . قبل أن أغادر , على حكومتنا وإعلامنا تنوير شعبنا بالحقائق التي تصد هذا الخطر اللئيم , فمهما بلغ فقرنا وإحباطنا ومهما كانت مشكلاتنا وكلها قابلة للحل إن نحن غيرنا النهج كما يريد شعبنا وكما تقتضي مصالحنا العليا في هذا الزمن الجد حرج وخطير ... فإن شعبنا الكريم لا يمكن أن يتخلى عن النهوض بواجبه المقدس نحو الوطن , وعلى طريقة نحيا كراما في وطن حر كريم وإلا , فالموت أكرم . الله جل جلاله من وراء القصد .