الشاعرة التونسية الغربي تكتب : رحلة في حضن جرش
جفرا نيوز - الشاعره التونسية امان الله الغربي
عندما تقف في حضرة التاريخ وتشم هيبة الحضارة التي نامت في مهد العصور قرونا بجرش المملكة الاردنية لا يمكن لقلبك الا ان يترجل عن نبضه وينحني شموخا وفخرا بعزة المكان الذي يكاد يحدثنا عن الزمن الغابر بعلوه ورفعته عدت البارحة من المملكة الاردنية التي شرفتنا بزيارتها بدعوة هزت عرش القلب من ادارة مهرجان جرش للثقافة والفنون لسنة 2018 دعوة أقل ما يقال عنها أنها رحلة لمعانقة النجاح الحقيقي سفرة التألق في سماء الكلمة هي القمر الذي يتمنى معانقته كل مبدع في مجاله جرش حلم كل فنان من موقعه وربما هي اكبر الاحلام لما لوقعه على القلوب عند سماعه .وصلنا الى المطار واحتفى بنا المرافقون بكل حب وترحيب وكانت معاملات الديوانة سلسة لوفد رسمي وبدأ مشوار الرحلة إلى الفندق والتعامل مع الضيوف كل ما رايناه من الشعب الأردني لا تصفه الكلمات ولا يمكن أن نعطيهم حقهم لما وجدناه من كرم الضيافة شعب على مستوى عال من الأخلاق والكرم صفاتهم الأولى أهل النشامة والجود ماهذا الشعب الفخم تربية ؟ كافة المنظمين كانوا على ذمتنا طيلة اليوم لهم كل الشكر والتقدير لا نطلب شيئا إلا ويجهز في الحين والساعة وعلى رأسهم مدير العلاقات العامة ابراهيم القاضي أوجه له التحية من تونس ولا يسعني هنا إلا ان أقف بباقة ورد للسيد محمد المشايخ الذي كان يتواصل معنا قبل مغادرتنا ويلبي احتياجاتنا بكل صدر رحب عبر الإيميل وعند اللقاء به مباشرة كان الوجه البشوش حاضرا والكلمة الطيبة صديقته فشكرا من أعماق القلب .أول بهجة زفت لي لحضور مهرجان جرش كانت من الصديق الغالي مخلد البخيت مدير اللجنة الثقافية بوزارة الثقافة الذي أسعد قلبي بتبليغي الأمر شخصيا فشعرت بفرحة ترقص على صدر الغيم وتهطل بكامل الفخر فله مني مزامير الود وطبول المحبة وزادني شرفا بحفاوته في بيته والتعرف إلى أهله. شكرا لرابطة الكتاب الأردنيين المحترمين مديرا وأعضاء الذين تشرفت بزيارة مقرهم . إضافة أخرى لزاد صحبتي العزيز السيد رائد عربيات مدير برامج التلفزيون الأردني والذي استضافنا بأقوى البرامج التلفزيونية * صباح جديد * كذلك تشرفنا بالحديث الى الراقي المذيع فضل معارك والذي أبدع في محاورتنا وكان نعم السمرة البدوية الهادئة والحافلة بالحوار البهي شكرا لجهوده.فرحة اخرى زينت موكب زيارتي للأردن بحضور معالي وزيرة الثقافة بسمة النسور إلى فندق الريجنسي شخصيا التي أبت إلا ان تتعرف الى الشعراء الضيوف وتسلم عليهم بطريقة التواضع الساكنة فيها إذ شاركتنا معاليها الغداء على طاولة واحدة هنيئا لشعب الأردن بها على قلبها الشاهق بالطفولة والبراءة التي تلون روحها ما أحلاك سيدتي الرقيقة شكرا على وقتك معنا .أجمل ما في المهرجان تلك اللمة الأخوية النقية التي جمعت بين الشعراء سعيدة بالتعرف إلى نخبة جديدة أضيفت لرصيد صداقاتي منها شاعرتي الجميلة الحبوبة شيرين العدوي من مصروالانيقة ماجدة داغر من لبنان والصديق سليمان الادريسي من المغرب وصديق الفايس عزت امين قوقزة الذي حباني بتواجده وسخاء قلبه. تنقلنا إلى المركز الثقافي الزرقاء ومركز إربد الثقافي لإلقاء الشعر مع مجموعة من شعراء الأردن وأجمل الأيام في تاريخ الذاكرة كان يوم الافتتاح الفخم والوقوف أمام الجمهور العريض الذي حبانا بوجوده على مسرح الحضارة جرش كان يوما لا ينسى بالبهجة وجمهور يستمع بكل احترام وأي إحساس ينتابك ساعتها تشعر بأنك عانقت المدى واكتفيت بالنوم وتلذذ الحلم وتهبط ثانية لتدرك أنك في الواقع الوردي في مسيرتك الإبداعية فتشرق حروفك على الركح وتصدح الكلمات في جو بهيج يشعرك بأنك تحتفل بليلة عرسك.وعلى ذكر الحفلات شكرا للصديق أنور الأطرش الذي أثث سهرات المهرجان برنة عوده الشجي شكرا للصديق الدكتور خلدون الذي غمرنا بكرمه .أما تساءلتم للحظة عن الجندي الذي أسعد نا بكل هذا ولولاه ما كان للمهرجان هذا الصيت والنجاح؟
إنه رجل المهمات الصعبة رجل المسؤوليات المهمة الرجل الأنسب في المكان الصحيح والمناسب إنه عطوفته محمد أبو سماقة اسم على مسمى إن دققنا في الاشتقاق من سامق وهو من علا وارتفع بموكب جرش إلى عنان السماء الرجل الذي لا ينام طوال اليوم على قدم وساق وسط الأوراق متجند بكامل لباسه وسلاح القوة والعمل المتقن يدقق في الصغيرة والكبيرة يمحص في كل فتات حتى يتم واجبه على أكمل وجه رجل الوصف فيه قليل ولا يعطيه حقه البتة استلمنا على كفوف الراحة وسهر على راحة الضيوف بأتم معنى الكلمة بكل جدية وخلف ذاك الوجه الصارم يختفي رجل طيب القلب يتسم بالبياض الناصع رجل على مستوى عال من الثقافة إن جالسته لا تشبع من رقي حضوره شكرا شكرا شكرا من أحشاء القلب له قبلة على الجبين تقديرا واحتراما لكل سهره باع من وقته ليشري راحتنا . شكرا لكل فرد تعرفت إليه ولم أذكر اسمه من تونس الخضراء أ نثر النور على قلوبكم و أزرع الورود في أرواحكم أ سقيها بعبارات المحبة الخالصة لعلها تنبت العودة إليكم ثانية.
من القلب للقلب الشاعرة أمان الله الغربي