جفرا نيوز- كتبت حلا سامي المجالي   يعتبر الشباب أمل الأمّة وعدّتها وقوتها ، وهم في أي وطن أساس الحاضر وأمل المستقبل . وعلى الشباب يعقد الأمل لإحداث التغيير، حَيْث يلعبون دوراً رئيسياً و مهماً في تحقيق الأمن الوطني الشامل، فإتاحة الفرص لهم يعدّ مبدأ أساسياً ومهماً في طريق التقدم والتطور والنمو والإنتاج. ولا يمكن لأي دولة إن تعمل بمعزل عن الشباب، فالعلاقات التشاركية بين الشباب ومؤسسات الدولة ( أية دولة) ستؤدي حتماً الى نتائج إيجابية تخدم المصلحة العامة . فالشباب طاقة قوية يجب أن يتم توجيهها للتنمية والإنتاج والإبداع ، ومن هنا يجب الإستماع إلى الشباب من جميع الأطراف للوصول إلى مقاربة ونقاط التقاء إيجابية. وعند الحديث عن الشباب وتحصينهم من الفساد وتمكينهم من مكافحته ، لا بدّ من الإشارة إلى أن منظمة الشفافية الدوليّة قد عرفت الفساد بأنه "سوء استعمال السُلطة الممنوحة من أجل منافع شخصية" ، وعرفها البنك الدولي " الإستغلال السيء للوظيفة العامة والرسمية من أجل تحقيق المصلحة الخاصة ". فالفساد يتخذ اشكالاً متعدّدة ، ادارياً ومالياً و إجتماعياً وصحياً ( الماء والغذاء والدواء) ، فالغش والسرقة والاختلاس والمحسوبية والمحاباة والواسطة والرشوة وهدر المال العام وغياب العدالة الإجتماعية و تكافؤ الفرص ، كل هذه العناصر تتنامى طردياً مع الفساد والتي تؤدي الى تقويض الأمن الوطني فلابد من بناء مفاهيم مكافحة الفساد للشباب ، وإظهار التداعيات القانونية والاجتماعية والسلوكية والتنموية . ولا بد من التوعية والتثقيف والتدريب بأسلوب واضح وبسيط يظهر الإيجابيات لمكافحة الفساد ،بدءً من المدارس و مروراً بالجامعات . ولا بدّ من دعم الشباب في مكافحة الفساد من خلال مساعدتهم في خلق ثقافة مناهضة للفساد و نشر وتعزيز قيم النزاهة والشفافية وتعرية الفاسدين و إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات والمناظرات وإعداد التقارير والبحوث والدراسات، وإستغلال عقول وطاقات الشباب الإبداعية من خلال ثورة علمية منهجية ومنظمة لإحلال منظومة النزاهة بدلاً من منظومة الفساد. ولا بدّ ايضاً من إتخاذ مبادرات شبابية فردية في التصدي لمغريات الفساد ومكافحة مظاهره والحد منه وأحداث ثورة أخلاقية متكاملة . ان الفساد هو خنجر مسموم يضربُ خاصرة التنمية وعائق في طريق نهضتها وتقدمها .   حمى الله الأردن وجعله امناً مستقراً في ظل قيادته الهاشمية .
Hala.samimajali@gmail.com