قضية الدخان ...ضباب ودخان

جفرا نيوز - روشـان الكايد
اعتاد المواطن الأردني على تجرع السيناريو المبهم من وسائل الاعلام العامة والخاصة ، وتعدد السيناريوهات والتسريبات التي يتباهى بها الصحفيون هنا وهناك ، نتيجة غياب لتصريحات واضحة ومعطيات مفصلة تطل بها الحكومة على شعبها .. النقد هنا ، لا يوجه لهذه الحكومة وحدها ، فقد بات مثل هذا التعامل مع القضايا عرفا حكوميا عريقا ، حيث يتخبط الشارع بتبادل التحليلات ، ويتهافت رواد المنصات الاجتماعية بوضع التكهنات ، وهذا ليس ذنب المواطن ، انما ضعف في جسور التواصل ما بين الحكومة وشعبها ، ومعيار الشفافية التي تمتلكها تلك الجسور . القضية أخذت من الزركشة الاعلامية ما يكفيها ، دون أن ندرك تبعاتها ، وعناصرها ، وشخوصها ، فقد تماوجت الأراء حول من بقي في الأردن من المتورطين ، وحول من هرب "نفذ بريشه" خارج المملكة ، وتأتي القضية على ذكر أسماء ، لا علم لنا في صحة ذلك ، ومابين المد والجزر ، من شماعة اغتيال الشخصيات ومن حقيقة ما يحدث ، تشوب الحقيقة الكثير من الضبابية . فمن المتورط الحقيقي في هذه القضية؟! ، وكم من جريمة فساد على شاكلتها في دهاليز المصلحة والتنفيع غير معلنة ولا معروف الفاعل فيها .. الفساد ليس مجرد مصنع دخان ، الفساد أعمق من ذلك بكثير ، فهل الحكومة قادرة على التصدي لكل تلك الخيوط المحاكة في الظلام ؟ وهل هذه القضية هي الخطوة الأولى لبداية عهد العدالة ؟  أم أنها ما زالت بتخبطها هذا وعدم اتضاح معالمها وشخوصها لا تتعدى قصة محكية على لسان الصحفي والمحلل والمتعلم والصانع وتختلف في كل مرة على ذمة راويها ..