جفرا نيوز-كتب : الكركي الملثم .

وزير العمل محمود كفاوين يدعي أنه وزير للفقراء و أنه بسيط و متواضع ، و فقير ، و لا حول و لاقوة بيده  و أنه هامشي لا يجيد لبس "ربطة العنق " ، وأنه مختلف عن غيره من الوزراء ، فهو ليس جشعا كغيره من الوزراء ، الوزير كفاوين يدعي أنه لا يتقاضى مكافأت مجالس أدارة الشركات و المؤسسات التي يترأسها بحكم أنه وزير للعمل .

ما يروي من حكايات عن الوزير كفاوين باتت مثار سخرية وتندر ، فالرجل يحاول أن يصطنع نموذجا لوزير مختلف في حكومة متهاوية ، دون أن ينتبه لامور حقيقة و منطقية و طبيعية ، فهو أي الوزير لم يجرء على الخروج من وزارته والقيام بزيارة ميدانية ، و لا أتخاذ قرار أجتماعي أو اقتصادي يصب في خدمة الفقراء الذين يهوى كفاوين أن يكون قريبا منهم .

يبدو أن اللعب على مفاهيم "التقشف" و "الفقر" و الفقراء  باتت لعبة جديدة يجيدها وزراء "الصدف" ، فاولائك يعوضون في استعراضهم الاعلامي ضحالة ثقافتهم السياسية ، و أنعدام ثقافتهم العامة و تواضع خبراتهم الشخصية وضمور القامات و تقلص الهامات و ركاكة الحضور و التي يلهج بها الراي العام للتندر على  وزيرنا الحبيب .

وظاهرة هؤلاء الوزراء الذين يتنمي لفئتهم الوزير كفاوين هي معممة على حكومة معروف البخيت ، وهي العنصر الابرز في تشكيلة الحكومة التي ضمت نوادر سياسية و أدارية و خبرات بهلوانية في العمل الوزراي ، وتسمع الغرائب و النوادر عن ذلك الانحطاط العشوائي و الفوضوي و الانحدار في القيم السياسية في الاردن .

موظفو العمل ينتدرون على وزيرهم الذي يأتي للوزارة لابسا ملابسا الوانها متناقضة و غير متناسبة ، و لا توحي باي أنضباط في سيرة و سلوك الوزير ، و كما أن احاديث الوزير للموظفين تجعله محط تندر أضافي لما تحمله من أستهتار و و تجاوز لادبيات الوظيفية العمومية ، فهو يحاول أن يكرس عند الموظفين أنه ليس أكثر من راعي للاغنام شاءت الصدفة أن يكون وزيرا للعمل .

و لا ينسون قمة الكوميديا حينما فشل الوزير كفاوين  بمحاورة وفد دولي باللغة الانجليزية كان يزور الوزارة ، و كانت حدة الاستغراب و الاندهاش واضحة وجلية على وجوه موظفي الوزارة و أعضاء الوفد الذين أسهب الوزير بالحديث لهم عن دراسته في لندن و الجامعات الغربية ، وكيف كان يعيش و يعمل و يدرس في نفس الوقت هناك .

يقال أن ظاهرة أنحطاط مستوى وزراء الحكومة لا تتوقف عند وزيرنا الفقير محمود كفاوين ، بل أنها أكبر و أخطر ، وهناك وزير هامشي أخر يدعي طاهر الشخشير مصاب بذات الركاكة و الضعف الوزاري ، و أنه محل أندهاش و تندر بين موظفي وزارة البئية ، و لا بل ان الوزير حتى لا يخال فهم تفسير الامور خارج مسارها لا يفقه في شؤون البئية أكثر من أخبار النشرة الجوية ، و التمييز بين الاوكسيجين و ثاني أوكسيد الكربون .

ولهذا الوزير و غيره من وزراء حكومة معروف البخيت حلقات أخرى سنفتحها في القريب العاجل ، و خلال شهر رمضان الكريم لعل قرائنا يجدون بها مادة مقروءة تعوضهم عن كوميديا التلفزة و الاذاعات ، و في أخر حلقات الانحطاط سنقف مطولا عند رأس الهرم الحكومي الدكتور معروف البخيت لنقيم الحد الوطني عليه ، فهو من أسهم بتعهير قيمنا السياسية و أباح لاولئك المصطنعة أن يكونوا وزراء صورهم تعلق على لوحات الوزارات بجوار صور حمد الفرحان و خليل السالم و عبدالوهاب المجالي و محمد العلاونة وذوقان
 الهنداوي وتوفيق كريشان .