غاب وزير الشباب والأمين العام وحضر مدير المدينة
جفرا نيوز - رشيق طعيس الرومي
في لفتة كريمة كرم أحد مديري المدن الرياضية سائق تكسي لأمانته، حيث أعاد ذلك السائق بعض الأشياء التي فقدها أحد الأشخاص بسيارته، المدير كرم ذلك السائق في الاشتراك بمرافق المدينة دون مقابل مالي، وأغدق عليه مما نعرف ومما لانعرف ، هذه اللفتة غابت عن وزير الشباب وأمينه العام، بل غابت ايضا عن مدير الأمن العام.
تحية لهذا المدير على قدرته بالتصرف بالأموال العامة دون الرجوع الى المسؤول المختص، وعلى وزير الشباب وأمينه العام التعلم من هذا النشمي في كيفية التصرف بالأموال.
وفي سياق هذه الحادثة لا بد من الإشارة أن بعض الناس يحبون خداع أنفسهم قبل خداع الآخرين، ويتقمصون أدوار للبحث عن الشهرة، يتعمدون الجلوس على المقاعد بالصفوف الأولى، حريصون على إلتقاط صورا لهم، وهم يرتدون زيهم البراق المخادع لأن هؤلاء لا يستطيعون العيش في حياتهم اليومية دون مظهرٍ زائفٍ.
فكثير منهم ما يدفع من جيبه الخاص، ومنهم ما يدفع من الأموال العامة لخداع الناس بصدقه، وأهمية منصبه، وخطورة وظيفته، فهو يعشق الظهور، ويحب الإعلام، كأسرع وسيلة للوصول إلى الشهرة، يلوح للناس بيديه لجذب انتباههم، يرسم ابتسامةٍ عريضة على شفاهه حتى ولو لم يعره الناس أي اهتمام فما يهمه هو البقاء في دائرة الإعلام، وتحت أعين الناس، يلتقط الصور من أمام مكتبه الفخم أو من وراءه ليوهم الناس أنه يحمل ملفاتً كبيرة، ويدير مكتباً فخما ومؤسسة مهمة، وأن لديه علاقاتٍ واسعة وغير ذلك مما يرضي به غروره، أو يوهم به نفسه، معتقداً أنه يخدع غيره، وينجح في تلميع نفسه، أو إبراز مكانته.
الملاحظ أن هذه المظاهر الكذابة والنفوس المهترئة لبعض هؤلاء الأشخاض من يستغل ما هو متاحٌ بين يديه من وسائل إعلامية ومالية لإظهار نفسه وارضاء غروره هو أمر جيد له، لأنه يظن أن وراء سعيه لإظهار تلك المظاهر، هو إبراز مواقعه الوظيفي، وأن الناس أغبياء لا يدركون ولا يعقلون ما يدور من أحداث، فهو يصر على استعلاء الظهور واستغباء العقول، وخداع الناس بالمظاهر الكاذبة والأخبار المصطنعة ليصنع لنفسه قيمة من خلال استغلال منصبه، وإبراز مواقعه، فهو من تلك الفصيلة التي تكبر بمنصبها، وتستغل موقعها وتسخر كافة الامكانات لمصلحتها الشخصية، مستغلة الامتيازات التي يتيحها المنصب الوظيفي لها، من تعيين الأبناء، والأصهار والأنسباء، والأهل والخلان على حساب الشباب الأردني الذين يقف على طابور الخدمة المدنية للحصول على الوظيفة.
النزاهة والشفافية مطلوبة في العمل وعلى الجهات المختصة بالدولة التحرك لمحاسبة هؤلاء الذين يصرفون الأموال العامة من حساب أندية المدن الرياضية ومخصصات بيوت الشباب بوجه غير حق، ومن خارج نطاق الاختصاص، ويوزعون الهبات على الاصدقاء والمدراء للاحتفاظ بمناصبهم.