حق الرزاز بـ "الفرصة" ومحاولات توجيه البوصلة
جفرا نيوز ـ شادي الزيناتي
لا يخفى على أحد من أبناء الوطن أن الهبة الشعبية الحضارية التي قام بها أبناء هذا الوطن ورسموا من خلالها صورة بهية وطنية ناصعة للعالم حول كيفية الحراك الشعبي والحفاظ على المقدرات والممتلكات ، وجعلت قائد البلاد يعلنها فخرا بشباب بلاده وبسلمية حراكهم وشرعية مطالبهم، بل قابلهم مليكهم باكثر من ذلك استجابة لمطالبهم وتوجيهات نحو تغيير النهج للنهوض بالوطن وأبنائه.
كل الصور التي ما زالت تلازم مخيلتنا حول حراك الرابع والتعامل الراقي من كافة أجهزة الدولة الأمنية والرسمية معهم باستثناء المجلس "النائم" ، تدفعنا للقول بأن حكومة الرزاز تحتاج لأخذ فرصتها كاملة قبل الحكم عليها ، كيف لا وهي نتاج مطالب الشعب وتوجيهات سيد البلاد .
وبعيدا عن الأسماء والرضا الشعبي عنها من عدمه ، لا يعقل أن نحكم على حكومة لم يجلس أحد وزرائها على مقعده بعد ،فالوزراء الجدد منهم من يستحق موقعه ، واغلبهم والرئيس متواصلون مع الشعب عبر منصات التواصل الاجتماعي وهذه لفتة تحترم مع أملنا الكبير بتطبيق الأقوال بافعال.
مجددا ، الدعوات مؤخرا للنزول إلى الشارع ضد حكومة الرزاز دعوات ليس بمحلها الان نهائيا وغير منطقية البتة ، ففي العرف العام مهلة الـ ١٠٠ يوم حق لكل المجالس المنتخبة "عطوة" قبل بداية الحكم على أدائها ، ومن حق الرئيس وحكومته الجديدة الحصول على تلك المهلة.
أخشى ما أخشاه ، أن أيادي خفية لم تجد لها نصيب من خلال الحراك الشبابي الاخير ، تحاول ايجاد موضع قدم لها لاجندات سياسية وخاصة تهدف لتصفية الحسابات مع شخص الرئيس أو الدولة الأردنية برمتها.
على الشباب الأردني الواعي بكافة أطيافه إستكمال مسيرته السياسية الواعية التي نفتخر بها وذلك من خلال عدم الانجرار لدعوات وهمية ، ولننتظر نتائج العمل القادم للحكومة خاصة بعد أن نفذ الرزاز كامل الوعود التي أخذها على نفسه وبدأ فعليا بتطبيق توجيهات الملك وماجاء بكتاب التكليف السامي.
الاردن اثبت اليوم أن بكامل أركانه ملكا وشعبا وأجهزة أمنية في بوتقة واحدة هي بوتقه الوطن ، فلا تسمحوا لأحد بتوجيه البوصلة لغير الوطن.