الامتحان الحقيقي لادوار السلطات
جفرا نيوز ـ مأمون مساد ما بعد احداث اوائل الشهر الجاري ،والتغيير الحكومي الذي حدث ، تبدو الحياة السياسية ستذهب الى حضور اكثر سخونة ،يأخذ طابع الندية في الادوار ما بين السلطتيين التشريعية (الاعيان،والنواب)،والتنفيذية ،وبضغط من مؤسسات المجتمع المدني ،وسلطة الاعلام الجديد الى جانب الاعلام التقليدي المتوافقين على ضرورة انتهاج مسارات المسٱلة والمراقبة والضغط باتجاه حاكمية راشدة اساسها الشفافية والمكاشفة والمحاسبة . مجلس النواب الذي فقد الشعبية وخسر رصيده يجد نفسه امام الامتحان الحقيقي :فالشارع يتهمه بالابتعاد عنه وعن همه السياسي والاقتصادي امام تبادل المنافع والمصالح ،وتصريحات بعض اعضاءه اوسعت الفجوة مع الشارع مع اتهامات بشيطنة حراك الشارع الاردني الذي وجد دعم ملكيا وثناء من جلالة الملك والمؤسسات الامنية ،امام ثالث دوافع الامتحان فهي شكلية مشاورات رئيس الوزراء معهم وعدم التفات الرئيس الى توصيات بعض النواب بدخول وزراء الى الحكومة ،والامتحان سيكون على المحك وحساس في حال ناقش المجلس وفي دورة استثنائية الثقة بالحكومة ،ذلك ان تجارب الثقة عامل ثقة مفقود مع الشارع ،ومن هنا فان الامتحان الحقيقي الى النظر بالبرنامج الحكومي المحدد بالخطوات العملية والجداول الزمنية . الحكومة ايضا ستكون في الامتحان الاصعب كذلك الامر حيث ولدت في اجواء استثنائية وجديدة ووضع لها كتاب التكليف السامي التحديات السياسية والاقتصادية ومنها قانون ضريبة الدخل الذي ادى الى رحيل حكومة الدكتور االملقي ،ثم هي امام الامتحان الاصعب لانها عاكست بحسب مراقبيين ونشطاء الاعلام الجديد الامال التي استبشر بها الشارع والنظر الى الرئيس الدكتور عمر الرزاز بافكار خلاقة وانفتاح على الحوار فجاءت التشكيلة بنصف الحكومة السابقة ويزيد بشخصيات وذوات بقليل من الخبرة بل على مبدأ العلاقات الخاصة للرئيس،وفي الامتحان ايضا الرقابة الشعبية الاكثر تدقيقا ،ومع كتاب التكليف السامي للحكومة فان الوقت ليس في مصلحة الوطن اولا ولا مصلحة الحكومة التي سيكون بانتظارها تحديات غير مسبوقة سياسيا (داخليا وخارجيا) ،واقتصاديا . النهج الذي ارتسم في اوائل هذا الشهر لم يكن نهج المغالبة من ربح ومن خسر ، من خلال حراك النقابات المهنية والعمالية والشارع ومن خلال رحيل الحكومة وسحب قانون الضريبة لابد ان يستمر وان يستثمر في تعزيز البناء الحقيقي للعقد والنهج الاردني الذي اثار العالم اعجابا وتقديرا .