شو رأيكم بحكومة الدكتور الرزاز .. اعتبروها أول هبدة للحكومة !
جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
أكثر من 10 أيام من المشاورات، قضاها الرئيس المكلف منهمكا في البحث عن تشكيلة وزارية "من الأردن" وليس "من الصين"! إشارة لكلام جلالة الملك عبدالله الثاني للزملاء الصحفيين عشية استقالة حكومة الدكتور الملقي، وذلك في معرض جملة من انتقادات وجهها جلالته للوزراء الذين لا يعملون "اللي بخبصوا"، وقال إن الوزراء من الأردن من شماله إلى جنوبه، يعني ما بنجيبهم من الصين ..وهي إشارة مهمة وقوية للرئيس المكلف أن يأتي بوزراء من االوطن ويعرفوه ولا يقوموا بالتخبيص، لكن مثل هذا التوجيه لم تتم ترجمته فعلا في التشكيلة الحكومية الجديدة، لأن جلالة الملك قال أيضا بأن الوزراء الذين كانوا يعملون في الحكومة المستقيلة حوالي 4 وزراء فقط و"الباقي نايم" على حد التعبير الملكي في لقاء مع الصحفيين كان قد وصفه جلالته بأنه لقاء غير رسمي ويأتي للتواصل مع الاعلام.
تذكر وسائل الاعلام في كل عناوينها بأن الوزراء الجدد على حكومة الملقي 8 وبعضهم قال 7، ولأنني مثلهم، لا ولن أعرف أسماء فريق حكومي يتكون من 27 وزيرا ولا حتى عشرة، يعمل منهم 4 فقط والباقي "نايمين"..إلا أنني أجيد العدّ، وإذ أنسى العد والحساب فلن أنسى وزارة الدكتور الرزاز نفسه التي كان يديرها في حكومة الملقي، وهي وزارة التربية والتعليم، وحين أقوم بقراءة و "عدّ" الأسماء الجديدة في أخبار مواقعنا الاخبارية، أكتشف بأنها تنقص اسما مهما وهو وزير التربية الجديد "الدكتور عزمي محافظة" يا حبيبي! .. أي أن الأسماء الجدد هي 11 اسم وليست 7 او 8..
شو هالدقة في المعلومات؟.. وكيف ننسى أهم وزارة في هذه الأيام، وهي التي تعهد الرزاز بأن يتابع ملفها شخصيا، وتوقع بعضهم بأن يحتفظ بها الرزاز زيادة على رئاسته للحكومة وحمله لحقيبة الدفاع؟ أما عن وزيرها الجديد الدكتور عزمي محافظة، الذي كان يشغل موقع رئيس الجامعة الأردنية، فلن أتحدث عنه الآن شيئا، وسوف أكتفي بالدعاء له بأن يعينه الله على هذه الحقيبة في هذه الأيام الصعبة، حيث أتوقع أزمة قريبا (لا قدر الله) ناجمة عن نتائج الثانوية العامة وكثرة عدد الناجحين الذين سنجد منهم نسبة لا تجيد "املا العربي"..وسنجد نصفهم أو أقل قليلا تخرجوا من الثانوية بمعدلات تؤهلهم للدخول بالجامعات الرسمية ، لكنهم لن يتمكنوا دخولها ضمن قوائم التنافس، فالدكتور المحافظة يعرف تماما بأن القدرة الاستيعابية للجامعات الحكومية لا تتجاوز 40 الفا في أحسن الأحوال بينما نتوقع أن يكون الناجحون قرابة 70 ألف طالب!.. ناهيكم عن استغلال بعضنا لمثل هذه الظروف السياسية والمنعطفات، ليعودوا الى ممارسات "الغش في امتحان الثانوية"..ألم أقل لكم بأن الحمل على عزمي محافظة أثقل مما يبدو وسوف يحتاج الى عزوم فوق عزمه؟.. لن نبخل عليه بنصيحة ولا بجهود فنحن أيضا جنود في هذا الوطن يهمنا مستقبله ومستقبل أجياله.
حين أنظر الى وزارة كوزارة الزراعة، التي واكبت العمل فيها العام الماضي بشكل حثيث، فإنني أطمئن لعدم حدوث تغييرات في الأداء، بل أتوقع أن تحصد هذه الوزارة نتائجا حقيقة العام القادم، فوزيرها متحمس وقطع مسافات في التغيير، ودشن بنية تحتية تؤهل القطاع الزراعي للبناء "على نظافة"، مع تأكيد وجود بعض الإجتهادات الخاطئة، لن يتجاوز عنها وزيرها الحنيفات، فهو ديناميكي ولا يتوانى عن تصويب أي خلل إن اقتنع.
تحدثت عن الزراعة باعتبارها واحدة من الوزارات التي شهدت نشاطا استثنائيا العام الماضي، وأستطيع الجزم بأن جلالة الملك حين كان يتحدث عن 4 وزراء اشتغلوا في حكومة الملقي المستقيلة، كان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات في ذهن جلالته، وكنت أعتبر إعادة وزير الزراعة نفسه للوزارة إشارة على تفهم الرزاز لملاحظة صاحب الجلالة حول الوزراء الذين يعملون بشجاعة ..وحديثي عنها هو مثال ذكرته قبل أن أتحدث عن نقيضه، وهو وزارة شؤون الاعلام والاتصال ومهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة، ولعلني أكثر كاتب كتب بوضوح وبغزارة عن الخلل في هذه الوزارة على امتداد الأعوام السبعة الماضية، وكنت اتواصل كثيرا مع رئيس الوزراء المستقيل وأواجهه ببعض الأخطاء في أداء هذه الوزارة، وسبق لي أن طرحت عليه مشروعا جزئيا لتصويب خلل يومي في أداء الاعلام الرسمي وشبه الرسمي، فاقتنع به بل تحمس له وأوعز للوزير "آنذاك" بأن يقوم بتطبيقه، لكنه اقتراح وجد من يعرف فن وضع العصي في الدواليب، فأجهضه رغم "تحمس مجلس نقابة الصحفيين له"..وهي الوزارة التي أصبحت حقيبتها في عهدة زميلة نحترمها وهي "الصحفية" جمانة غنيمات، التي كانت رئيسة تحرير صحيفة الغد على امتداد حوالي عقد من السنين العاصفات بالتغيير والتقهقر الاعلامي.
لن أستعجل الحديث عن غنيمات وعن الاعلام، لكنني لن أخفيكم شعورا ولا أعتبره سرا بأن هذه السنوات العجاف على الصحافة والاعلام الرسمي، كان غالبا، أن وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال فيها يتحدر من "سيرة عملية تمر بصحيفة الغد"، أستثني وزيرين عبرا الموقع سريعا، كان أحدهما من صحيفة الدستور "د نبيل الشريف"، والآخر "عبدالله ابو رمان" من الرأي، وكان مرور علي العايد سريعا أيضا..أما البقية بمن فيهم أيمن الصفدي كلهم مروا بمدرسة الغد الصحفية... فهل ستقدم جمانة غنيمات جديدا؟ هذا السؤال أتوقع أن يلح بإجابات من قبل الزملاء الصحفيين أكثر من الناس العاديين او النخبة السياسية، ولا أنتظر إجابة عليه من نخبة اقتصادية بل لا أريدها مطلقا.. ربما أنا لا أنتظر إجابة سوى من الزميلة جمانة نفسها، فهي ستكون رأس الحربة في هذه الحكومة، سواء أكانت ناطقة باسم الحكومة أم لا، فالمطلوب منها إنجازات وسلاسة وتدشين او ترميم كل الجسور لاستعادة الثقة، التي أتمنى أنها عملية لم تتعقد بسبب "تشكيلة الحكومة" التي انتظرها الناس "اسبوعين"، حاز فيهما الرزاز على شعبية أصبحت عبئا، وحملا، تحول بينه وبين رشاقة الأداء، فالناس يطلبون نتائج كبيرة وسريعة.
لا يسعفنا الوقت بحديث عن محاور أخرى تتعلق بالوطن وبحكومته الجديدة..لكننا قدمنا هذه الملاحظات في هذا التوقيت، علما أن عملنا في الأيام القادمة سيكون أكثر سهولة، حيث سنكتب هنا وفي غير المكان أكثر ما نكتب عن "الوزير اللي بخبص"، أريد أن أكون سببا في أكبر عدد من التعديلات على حقائب وزارية في حكومة الرزاز، فجلالة الملك أعطى إشارة بل تسهيلا علينا في عملنا، بمطاردة وكشف بل فضح أي وزير نائم و"بخبص".. وكل التمنيات للحكومة بالتوفيق وحيازة ثقة المواطنين وجلالة الملك.
ibqaisi@gmail.com