سقوط جدار برلين الاردني

جفرا نيوز - خاص – عيسى محارب العجارمة
خلال رحلة العمر التي انظر اليها من شباك الخمسون عاما الماضية والتي بدأت بعام النكسة، أجد لزاما علي أن أودي نزرا من الضريبة الوطنية والقيمية التي تفرضها علي اردنيتي وعروبتي واسلامي وانسانيتي تجاه الوطن العزيز الغالي الأردن الهاشمي الذي ما عرفت غيره لي وطنا. لن يكون بمقدوري تغيير قناعاتي وخطي الفكري بين عشية وضحاها إرضاء لجيل ثوار الدوار الرابع، فالثورة العربية الكبرى هي مفتاح الأيدولوجيا الفكرية التي انطلق منها صوب ذرى الفضاء القومي العربي الذي انطلق منه منيف الرزاز وميشيل عفلق والملك حسين وجمال عبد الناصر وصدام حسين وياسر عرفات وكل من امن بالله ربا والإسلام دينا ومحمد نبيا ورسولا مدافعا بضراوة عن الحق القومي المسيحي لكل مسيحي عربي . الشهوة الثورية التي تغزوها جوائح الفقر وتمركز الثورة في دول بعينها، انتقلت بقضها وقضيضها للأردن الهاشمي الذي كان يوصف بالمملكة الثورية ببداية التسعينات ، حينما ثارت رياح الديمقراطية باتجاه عمان بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1989 والتي تمخضت عن عودة الحياة الديمقراطية الحقيقية للأردن فتعاقبت المجالس النيابية لليوم بمسحة اخوانية خلا سنوات مقاطعة الاخوان المسلمون منها ، وكانت تلك المجالس تضم قطعا متناثرة للمعارضة القومية الثورية والشيوعية والاشتراكية كالمرحوم حسين مجلي وممدوح العبادي وميشيل حمارنة واخرون الا انها لم تصل لدرجة تحطيم جدار برلين الأردني كما فعلت النقابات المهنية المهيمنة اليوم على المشهد السياسي الوطني الأردني تحت مسمى الاحتجاج الضريبي . لم تستطع الثورات العربية القومية المتعاقبة على المنطقة العربية منذ الخمسينات ان تحدث ثقبا صغيرا في جدار برلين الأردني كذاك الثقب المعادل لثقب طبقة الأوزون ، والذي خرج بموجبه الجموع الى مجمع النقابات والدوار الرابع المتعطشة للتغيير الحقيقي وإعادة الهيكلة والبناء – البيرسترويكا – على طريقة الحقبة الثورية التخريبية السوفياتية ، والتي خلقها غورباتشوف اخر رئيس للاتحاد السوفياتي السابق ،عميل الغرب الامبريالي بامتياز ، لتخرج سياسة القطب الواحد او الثور الأمريكي الهائج ، الذي أطاح ببغداد صدام حسين قلعة القومية والقوميين ، وخرب سوريا وليبيا وسيناء واليمن ، والحبل على الغارب ، ويبدو ان عمان اليوم مرشحة بقوة للتفكيك والتركيب الثوري التخريبي ، على طريقة اليانكي الأمريكي بدول الربيع العبري . خزينة شبه خاوية ومنظومة قيمية متفككة وقصص فساد تزكم الانوف وجرأة غير مسبوقة لتجار المخدرات تمثلت بأطلاق عيارات نارية على النقيب الشهيد طارق السبيلة من مرتبات ادرأه مكافحة المخدرات بطريقة بشعة قرب منزلة بقرية الموقر حاضنة القيم البدوية والاردنية الاصيلة التي خبرتها بشخص جمال حديثة الخريشا أحد قادة المؤسسة العسكرية ووزير سابق وشيخ عشائري، وهي خبرات اصيلة تتناثر مع صوت الإضرابات الثورية العشائرية المنفلتة من عقالها لتخريب الوطن الجميل والعش القومي الصغير الأخير في دنيا العروبة والإسلام. فالأردن سائر بقدمية صوب اللبننة بالسبعينات والحالة السورية العراقية الليبية السينائية اليمنية حاليا، ولا صوت يعلو على صوت المعركة القادمة لشوارع عمان ان استمرت الحالة الثورية وهيجان الجماهير الشابة الصغيرة التي لا تعرف الا قيم وفقاقيع خراج كرة القدم العالمية وقصة شعر نيمار ورنالدو وميسي . هناك دول مؤثرة وجارة للأردن الهاشمي كإسرائيل والعربية السعودية والامارات تستثمر في الازمة الأردنية بصورة مؤلمة فإسرائيل لها حسابتها ورأس الأردن الهاشمي مطلوب سعوديا منذ تأسيسه ، فمكة لا زالت يضنيها الشوق لأهلها المبعدون عنها قسرا منذ مائة عام خلين ، كما ان جر الجيش العربي الأردني للمستنقع اليمني هو مطلب سعودي اماراتي مشترك ، وكان حل الازمة اليمنية مرتبط بسفك دم عيالنا العسكر بحراب الحوثي ، والورطة السعودية الإماراتية باليمن تشبه حال جيش عبدالناصر خلال غزوها . ما عادت العبارات التزويقية والدبلوماسية تجدي نفعا مع تلك الأنظمة الخليجية الغنية بالمال الفقيرة بالخلق القومي صالحة للاستهلاك ، كذلك وبتنا نرى عصارة صفقة القرن النتنة خراجا ثوريا قميئا بالساحات والميادين الأردنية والاعلام الأردني يعي ذاك ولكنه يجر وطنه للموت كالثور الخاسر بالمذبح. غليان ثوري واجيال خاليه من التحصينات الوطنية والقومية والدينية وللأسف فجيل تعاطي المخدرات بات يقود الشارع وتلك هي الحقيقة المرة ومن لا يصدق فليراجع الفلتان التشجيعي الهستيري بمباريات كرة القدم المحلية الأردنية. جدار برلين الأردني كسرة ملك الأردن بتعيينه لدولة البرفسور عمر الرزاز نجل منيف الرزاز احد اقطاب القومية العربية الكبار، وطالما ان القرار السعودي بان تبقى الخزينة الأردنية خاوية على عروشها فالمطلوب من حكومة الرزاز القومية بامتياز ان تمتشق سيفها القومي وان تحدث الثقب المطلوب بجدار برلين الأردني على طول الحدود بين الأردن وإسرائيل عبر نهر الأردن المقدس وارسال أفواج الشباب الثوري المتحمس الى هناك. فلنستثمر بشباب مخيم الوحدات الذي يشكل منه المثقفون تسعون بالمائة وهم اليوم بحالة نضوج ثوري قومي قيمي ناصع البياض، على عكس الحالة الثورية الخداج لثوار المخدرات بكثير من المناطق الأخرى بجغرافيا الأردن الهاشمي ففرق كبير بين ثوار المخدرات وثوار الفردوس السليب فلا يتداخل هذا بذاك حفاظا على شرف الحالة الثورية وان تبقى ناصعة البياض. لا بد من ارسال أفواج الثوار وفتح باب التسلل على مصراعيه على طريقة مدير الاستخبارات العسكرية الأسبق غازي عربيات للضغط على إسرائيل وسادتها وحينها ستنتهي كل هذه الضغوطات على خزينة المملكة الأردنية الهاشمية وسيفك الحصار عن الرابع، وستكون كوصفي كما نصحك احدهم قلبا وقالبا بعداوتك لصهيون لا للهواشم. وبتصديرك للثورة الأردنية الحالية للجارة الغربية، وتحويل الضغط الثوري على الجيش الصهيوني الجبان ستكون نعم الوارث لأرث منيف الرزاز وغير ذلك فسنكون تلك الاحياء والكائنات التي تعيش في البحر الميت لمبدعها مؤنس مبدع كاتم صوت فحافظ على ارث عائلتك الثوري وانت وزير دفاع قومي لبيب، وتناسى ضغوطات البنك الدولي الصهيوني الذي لا يعرف سوى دق طبول الحرب على خزينة الدولة الوارثة للثورة العربية الكبرى وقيمها العظيمة الخالدة فلثورات الهاشميين تنحني الهامات.