قطر والأردن نبض واحد
جفرا نيوز - د. منصور محمد الهزايمة
في بادرة ليست جديدة أو غريبة عن أهلنا وأشقائنا في قطر، تفاعل الكثير من أبناء الشعب القطري مع ما يحصل في مملكتنا الحبيبة من حراك على وقع الغضب الشعبي الواسع، جرّاء السياسات المالية والاقتصادية للحكومة الأردنية، عندما دشنوا وسماً بعنوان "قطر والأردن نبضٌ واحد"، أكدوا من خلاله قيمهم العربية النبيلة والإسلامية الأصيلة، مُبدين تعاطفهم مع همّ الشعب الأردني، وراجين من الله أن يحفظ أمن الأردن واستقراره، داعين الأردنيين شعبا وقيادة إلى تفويت الفرصة على المتربصين، ومشيدين بنفس الوقت بحكمة الشعب الأردني وقيادته، الذي أظهر بدوره وعيا وحسا بالمسئولية العظيمة تجاه وطنه الهبت مشاعرنا جميعا.
ما يتعرض له الشعبان القطري والأردني اليوم متلازم إلى حد كبير، فكلاهما يتعرضان للضغوط الآثمة نفسها، بغرض تقديم القيادتين فيهما التنازلات في كثير من قضايا الأمة والإقليم، من خلال سلب إرادة القرار الحر، وبالتالي الانقياد بتبعية لقوى وأنظمة لم يعرف عنها حرصها على الأمن القومي العربي، أو مصالح الأمة بل تتصرف بأسلوب العنجهية ونهج الغرور.
منذ عام بالتمام، تعرضت دولة قطر لحصار بري وبحري وجوي، أراد فارضوه أن يمارسوا التضييق والتجويع على الشعب القطري، الذي هو جزءٌ أصيل من الشعب العربي الخليجي الواحد، مستهدفين استقلالية قراره، ومارسوا عليه الفجور في الخصام، بأن أساءوا إلى كثير من قيمنا العربية، وأخلاقنا الإسلامية، بممارسة العسف على الشعب الخليجي بأكمله، حيث فرّقوا بين الأهل في اقطارهم، وحاولوا أن يلصقوا بقطر الكثير من التهم الباطلة والمفبركة، وعملوا على تجييش العديد من الدول لمقاطعتها، لكن تعاضد الشعب القطري مع قيادته أفشل المخططات البائسة، بل حظيت قطر بما أنجزته في ظل الحصار ما استحق تقدير العالم كله.
كانت الأردن من ضمن الأطراف التي تعرضت للابتزاز، بغية أن تركب الموجة نفسها، لكّن القيادة الأردنية حاولت أن تمسك العصا بين الأشقاء من المنتصف، الأمر الذي ارتضاه الأشقاء القطريون قيادةً وشعب، وقدّروا بمسئولية عالية ما يتعرّض له الأردن من غبن.
لكنّ الشعب الأردني حفظ لقطر مكانتها، وقدّر لها مواقف الخير تجاه بلده وباقي الأشقاء العرب، حيث امتدت يدها بالخير إلى الجميع، ولذا تتواصل المطالبات والضغوطات على الحكومة الأردنية، من أجل تطبيع العلاقات مع الدوحة، دون تردد أو تأخير، وذلك من شتى فئات المجتمع؛ نخبا واعيانا ونوابا ومواطنين، كما فتحت الجامعات الأردنية أبوابها للطلاب القطريين المتضررين من الحصار, وكانت مناسبة احتفال السفارة القطرية باليوم الوطني أشبه ما تكون بمظاهرة علنية، تأييداً لموقف الشقيق القطري فيما يتعرض له من حصار جائر، إذ غصّت السفارة والشوارع المحيطة بها بالأردنيين، الذين حضروا يباركون لأهل قطر- رغم الغياب الرسمي للسفير- يومهم الوطني، وفي شهر رمضان الجاري، توافد العديد من رجالات الأردن إليها من جديد، في خطوة تهدف إلى تأكيد العلاقة الأخوية مع الأهل في قطر، وتعزيزا لهذه الأجواء الإيجابية، وقّع الشيخ تميم أمير دولة قطر برتوكول التعاون الاستثماري المشترك مع الأردن.
لنضرع إلى الله العلي القدير في هذا الشهر المبارك، أن يحفظ الشعبين الشقيقين الأردني والقطري في أوطانهما، وأن يبعد عنهما القلاقل والفتن، وأن يحفظ عليهما نعمة الأمن والأمان، وأن يجمع الله شمل الأمة، لما فيه خيرُها وصلاحُها، ولا يسعنا في هذا المقام، الّا أن نتقدم بخالص المحبة وعظيم الامتنان لدولة قطر شعبا وأميرا وحكومة، لما تبديه من تعاطف مع الشأن الأردني، وعلى صدق العاطفة الجياشة، التي تعكس مرؤة أهلنا في قطر، وتثبت أن خليجنا واحد وأمتنا واحدة ومصيرنا واحد.
الدوحة - قطر