الاردن أغلى ما نملك!

جفرا نيوز مع احترامي وتقديري للوقفة المشرفة للشعب الأردني في إيصال صوته ومطالبه وحقوقه بوعي وحضارية، من الوعي والحضارية أيضا ان نعطي الوطن استراحة محارب نترقب من خلالها استجابة الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عمر الرزاز ومقترحاتها لتحقيق المطالَب والتي تم ايصالها بشكل واضح وشفاف، فالاستمرار في هذه الوقفة من شانه ان يضعف الموقف الشعبي لا يخدمه لا داخليا ولا خارجيا.
من الواضح من ليلة أمس ان تكرار المطالَب بدا يفقدها قيمتها وجعل المنادين بها غير متمكنين من اعادة صياغتها.حتى هذه اللحظة لا يوجد اي خاسر في ما يسمى اليوم اضراب الاردن، على العكس، فالمكاسب حتى هذه اللحظة كبيرة اهمها قدرة الشعب الاردني على التلاحم والتعاضد والحرفية العالية في التنظيم العفوي والتوافق الفكري وتجاوز حدود الخلافات والانتماءات الضيقة واكتشاف اهمية المشاركة السياسية السلمية والمواطنة الفاعلة. حتى اللحظة، المشهد العام وعلى الرغم من صعوبته الا ان فيه الكثير من الايجابية -الا قل ما ندر-، ولكن اي خطوة تصعيدية اوغير مدروسة الى الامام من شانها ان تعكر صفو المشهد.  الاستمرار في الوعي والحضارية يتطلب الالتفات للمنطق والعقلانية وفتح المجال للطرف الاخر للتصرف وطرح الحلول وذلك سيشكل حالة حوار وطني بناء تكتمل فيها الصورة الحضارية لهذه الوقفات التي لا أفضل تسميتها لا إضرابا ولا تظاهرات شعبية بل مشاركة سياسية يجب ان تتبلور وترتقي لان تكون مشاركة سياسية مكتملة ومتكاملة تتحقق فيها المطالَب بصورة شرعية وديمقراطية وعدم الاكتفاء بالمطالب الصادرة عن الشارع حيث ان الحوار لا يكون في الشارع وان كان الشارع هو المحرك الرئيسي له. فيما اذا كان الهدف الوصول الى حلول ناجعة فمن الاجدر اتخاذ خطوة جديدة الى الامام. من المؤكد ان ما تم اجازه حتى اللحظة  يبعث على الفخر وسيكون قاعدة أساس قوية في حال التمكن من تطوير الادوات وتأطير المطالب حتى نستطيع مواجهة اي قرارات او مقترحات من المؤسسات الرسمية للدولة.
 فلنحافظ على دولتنا بان نكون مثالا تحتذي به الحكومة التي ستستلم دفة القيادة ضمن معطيات وتحولات لا يمكن لها بعد اليوم إنكار البعد الشعبي منها وسيكون الشعب لا محالة هو المصدر والأساس وغير ذلك فسيكون الخيار الاخر هو تكرار المشهد واستنفاذ الطاقات والمجازفة بخطر التخلي عن أغلى ما نملك! الاردن أغلى ما نملك!                    د. إيڤا رياض حداد