يومان في معان "خاصرة الوطن الجنوبية" ..

جفرا نيوز - من يرتاد الطريق الصحراوي يعلم بأن منسوب الأمل لدى شباب الجنوب يبدأ بالإنخفاض كلما ابتعد عن العاصمة عمان متراً واحداً لتزداد الفجوة يوما بعد يوم وتتسع دون حدود. وعلى "ضفاف" الصحراوي تُروى حكايات التنمية وقصصها التي لطالما تنتهي بأبطال وهميين! وكأنها مقادير قدرت ..  العابرُ للطريق الصحراوي من عمان الى المحافظات؛ يُدرك بأن العواصم أضيئت من نهارات القرى التي ما زالت تئن من بؤس التنمية وتنظيراتها التي ارهقت شباب الأطراف! جولتنا في معان نُظمت من مركز شبابي تنموي صاعد لم يعد بوسعه انتظار دراساتٍ واستشاراتٍ ولجان! ولا شروحات ورسومات وألوان جاذبة على ألواح "Smartboard" تُقام في فنادقَ زجاجية على أطراف جُرُفٍ هار! بدأنا من جامعة الحسين حيث واقعها الجميل المختلف تماماً عن الصورة النمطية! في الجامعة استديو وإذاعة تكاد تكون من الأُوَل في الإذاعات المحلية، هذا عدا المختبرات الكورية والتكنولوجية. في معان ملح الأرض وأصل العروبة ومزيج العِرق النبيل من مؤمِني الشام والحجاز على طُهر الأرض استقروا! انتقلنا الى مبانٍ متعددة وأماكن مختلفة؛ في مضمونها تراث وتاريخ يشكو الإهمال والتخبط، في حين تصنع دول أخرى تاريخاً وبطولات ومتاحف من وهم وخرافات! في معان سوق قديم بالقرب من قلعة السرايا العثمانية على الخط الحديدي شُيّد من الحجارة القديمة يستحق الحفاظ على تاريخه وترميمه حيث كان ملتقى للتجارة بين الشام والحجاز ومصر. لم نتوقف هناك! انتقلنا الى "مركز القنطرة لتمنية الموارد البشرية" في ادارته وأعضائه ومتطوعيه "حكومة تنموية" بحد ذاتها؛ منذ خمس سنوات وأنا مُطّلع على أدق تفاصيل الإنشاء والتأسيس وتطوير الأفكار من خلال أصدقائي في المركز الذين بدأوا مشروعهم التنموي بأموالهم الخاصة والمتواضعة.. الأفكار أصبحت تُنفّذ في الميدان مباشرة، طوابير الدارسين للغات كانت على بوابة المركز، ما يقارب 300 طالب يدرسون اللغات مجاناً لمدة عامين ضمن احدى برامج المركز وبإشراف استاذ اكاديمي متطوع. هذا عدا عن برامج التكنولوجيا والتربية الإعلامية والحاكمية الرشيدة. يرددون مصطلحات التنمية المستدامة و"الإندماج" و"إذابة الحواجز" و"الإنصهار المجتمعي" و"تحفيز النشىء" و"رأس المال الاجتماعي" وكأننا في مدينة فريدرك ستاد النرويجية حيث نموذج الحكم المحلي! شابات محافظة معان وألويتها يتصدرن غالبية اللجان والمبادرات الشبابية.. في معان الشباب صاعد ويسعى قدماً الى القمة. اللجان الشبابية في الحسينية ووادي موسى والشوبك وأبناء "أم صيحون" و"الجهير" و"الزبيرية" هم الوطن لأنهم الحجاب الحاجز والقلب النابض بالعشق وما "زحوم" وقرى الكرك والطفيلة والمفرق والبوادي عنهم ببعيد.. معان اليوم بشبابها تكسر مرآةً لطالما كانت مخادعة وحاصرتهم لسنوات طوال.