لماذا تأخرت كل هذا الوقت يا معالي الرفيق ؟
جفرا نيوز - كتب – مجهول الإقامة
أعجبتني مداخلة مسؤول له علاقة بالإستثمار في اللقاء الذي جمع الحكومة مع الشباب ...تحدث بحنكة , بقوة , بصلابة متناهية ...وشرح تجربة غزوته إلى الهند , بحيث بين لنا مكامن القوة في الإقتصاد الهندي ومواطن الضعف .
تذكرت حين وقف , بصوته الجهوري ...تذكرت الرفيق (تشي جيفارا) ,كان الرفيق يؤمن بأن الثورة لن تتوقف في أمريكا الجنوبية يجب أن تصدر إلى إفريقيا ..وذهب هناك في الأدغال كي يقود ثورة الأفارقة , ويقال أن الرفيق (كاستروا) كان يختلف مع الرفيق (تشي جيفار) ..فقد كان يؤمن بمبدأ ترسيخ الثورة وتثبيتها في كوبا قبل الإنتقال لمرحلة أخرى , ولكن (جيفارا) لم يستمع لنصيحة الرفيق ..وغادر ..يا الهي كم تطابق النهج الثوري بين وزيرنا وجيفارا في تلك اللحظة لدرجة أني شعرت بالرفيق جيفارا يتحدث ؟
نفس المشهد تكرر أيضا , مع المفكر (ألدو مورو) ...أستاذ القانون والمفكر الأوروبي , نفس الطرح ..تماهي غريب في الحس التاريخي بين وزيرنا الذي له علاقة بالإستثمار و(ألدو مورو) ...فقد كان (الدو) يؤمن بمشروعه (التسوية التاريخية) كان ألدو مورو مصرا على إشراك الشيوعين الإيطاليين في الحكم , كان يخطط لإنتاج شيوعية أوروبية على غرار الشيوعية الصينية , متشابة في الجذر مختلفة في التفاصيل ... هذا ما اكتشفه الإيطاليون من رسائله , التي كان يبعثها إلى البابا ..وأندريوتي وزوجته , أثناء وجوده في الإحتجاز , وحين قال وزيرنا يجب على طالب المحاسبة أن يحصل على شهادة (الأم أي أس) تذكرت جملة (الدو مورو) ألتي ضمنها رسالته الموجهة لجوليو أندريوتي وزير الخارجية الإيطالي (سونو كوي) وهي بالإيطالية تعني : أنا هنا , كان يريد أن يخبر الحكومة الإيطالية أنه في روما ولم يغادر ..لكنهم لم يسمعوا , ولاحظوا حجم التطابق بين الرسالتين رسالة وزيرنا ورسالة (ألدو مورو) ..
حضرني أيضا الرفيق ( هوشيه منه) رائد النهضة القومية في الهند الصينية ,حضرني نضاله ضد الفرنسيين , وإعلانه من (هانوي) أنها عاصمة النضال الأممي , وسحقه للقوى الإمبريالية ..ومن ثم انتقاله لقتال الرأسمالية الأمريكية المتوحشه , كان حلم (هوشيه منه) توحيد الشمال والجنوب , كان حلمه أن يصل (سايغون) ولكنه توفي عام 69 دون أن يكتمل حلمه , بالمقابل ترك في قوات (الفايتكونغ) العزم والحلم فكان منها أن وصلت (سايغون) وحررتها ,اطلقت عليها اسم مدينة (هوشي منه) ...نفس الجذوة والتصميم والإرادة , امتلكها وزيرنا , هو تجاوز (سايغون) ووصل إلى ماهو أهم من ذلك إلى قلوب الشباب وعقولهم ..وقد تفوق في هذه النقطة بالذات على (هوشيه منه)
أمس وأنا اشاهد , وزيرنا ..استحضرت أيضا (ماوتسي تونغ) الرفيق القائد , الذي أعاد بوصلة الإشتراكية , وأسس من الزراعة قاعدة للدولة , وتحالف مع المزارعين ..
هذا ما كان ينقصنا في الحكومات , الحس الثوري المرهف ..الأيدلوجيا المتطورة , المباديء ..كان ينقصنا تشي جيفارا , ماوتسي تونغ , هوشيه منه , كاسترو , الدو مورو ..الرفيق تروتسكي ..كل هؤلاء العمالقه اختصرهم وزيرنا , في موقف واحد ...
والسؤال لماذا تأخرت عنا كل هذا الوقت يا معالي الرفيق ؟