وعين " الله " لم تنم ..
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
بعيدا عن السياسة وشجونها وشؤونها من ثقة وحجب وتعديل وتغيير ينشغل بأمره المستوزرون وحدهم وهم في هذا الزمان كثر , يطيب للوجدان أن يلجأ إلى من لا مفر لمخلوق منه ومن حسابه إلا إليه , في مشهد " محزن " ينتج دما وفقرا وقتلا وتشردا وجوعا ومرضا في جانب , وثراء زائلا ونعيما زائفا وجاها ذاهبا في جانب ثان " , والقاسم المشرك بين الحزن والحزن في المشهد ذاته , هو " الظلم " بعينه ! .
وهنا يطيب للوجدان أن يستحضر أروع ما قيل عن الظلم شعرا على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه , وهو من وصفه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه بقوله " أنا مدينة العلم وعلي بابها " .
يقول كرم الله وجهه " لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ... فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم ... تنام عينك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم .
ألا ليتنا نحن الغافلين الساهين وقد " جرفنا " طوفان الحياة فظلمنا , نصحوا من غفلتنا ونتيقن حق اليقين من أن عين الله ترقب وترى وحاشى أن تنام , وأن لحظة في يوم ومكان لا ندرى أين ومتى هما , ستكون آخر عهدنا بالدنيا ونعيمها , وأن حفرة عميقة بإنتظارنا تمهيدا لحساب عسير إن كنا ظالمين , حيث لا جليس فيها ولا ونيس , سوى رحمته جلت قدرته , إن نحن تداركنا الأمر وعدنا عن ظلم سوانا قبل فوات الأوان.
نسأله تعالى من كل العيون تنام وعينه سبحانه لا تنام , أن يهدينا جميعا إلى جادة العدل والصواب وأن يجنبنا الظلم والظالمين والمرتع الوخيم , إنه سميع قريب مجيب . وهو جل جلاله من وراء القصد .