نظيف لكن الأصل أن لا يكون نظيف

جفرا نيوز - سامر الخطيب

تترد في الصالونات السياسية عند الحديث عن شخصيات في الدولة الأردنية عبارة أصبحت عابرة في كل جلسة حتى وصلت إلى الشارع الأردني بعد أن روج لها السياسيين في الوطن وهي أن المسؤول الفلاني نظيف وكأن الأصل في ذلك المسؤول عدم النظافة والسرسرة والحرمنه وبيع الوطن ومقدراته.

وصف المسؤول الفلاني بأنه نظيف بات يشفع له من كل ذنبا اقترفه أثناء أداءه في عمله وكأن الموضوع عبارة عن محاولة تسليك له وحماية تمنعه من المحاسبة على الأخطاء الأخرى.

وما يروج له بعض السياسيين لا يمكن أن نصفه إلا بالعمل المبطن ومحاولة تضليل الشارع الأردني على من هم متهمين بالفساد حتى وصلنا إلى أن ندافع عن مثل تلك الزمرة بعبارة "نظيف".

ويروي أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ويقول "قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها".

ومن هنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لأبى ذر انك رجل نظيف وعفيف النفس وإنما اخذ الجانب الإداري وهو الأهم في إدارة شؤون البعاد لان ما يترتب على ذلك من خير فانه ينعكس على المعاملة المالية فإذا كان قادرا على العمل الإداري فان العمل المالي يكون بالنسبة له أسهل وأكثر دراية أما إذا كان ضعيف في إدارة العمل الإداري فان ذلك سينعكس سلبا على العمل المالي وهذا ما يحدث في دولة الأردنية اليوم فنقول فلان نظيف ونتجاهل كل ما ارتكبه من أخطاء إدارية أخرى أدت إلى أفساد العمل المالي والإداري فضاع وأضاعنا معه.