أردن الكرامة
جفرا نيوز - العميد المتقاعد باسم أبورمان
لم يعتد الأردن على اتخاذ مواقف وقرارات انفعالية حتى في أقسى الظروف،حيث أصبح معروفاً على مستوى العالم بأن الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني يمثل صوت العقل في المنطقة، وبالتالي فإن من يروج أو يعتقد أن الأردن سيبدل تحالفاته بمجرد (كبسة رز) يكون واهماً.
والأردن تعرض وسيتعرض للعديد من الضغوطات ارتباطاً بمواقفه القومية والوسطية المعروفة للجميع،والتي لم ولن يساوم عليها مهما كانت الضغوطات، وهذا الأمر بات معروفاً للجميع وحتى للجهات التي تمارس ضغوطاتها.
ومعركة كسر العظم التي يقودها الرئيس الأمريكي ترامب وتهديداته بقطع المساعدات الأمريكية عن الأردن سترتد بالضرورة على الولايات المتحدة الأمريكية، والأردنيون الذين اعتادوا على الإعتراف بالجميل الأمريكي تجاه بلدهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي والألسن وهم يرون حليفهم الاستراتيجي يتنكر لهم في أصعب الأوقات.
في قلوب الأردنيين غصة تجاه الحلفاء الذين تركوا الأردن وحيداً تحت حجج وذرائع مختلفة لم تقنع أي أردني بصحتها وجديتها ومبرراتها،خاصة وأن الأردن لم يخذل أحداً وفي كافة الظروف.
والأردن والأردنيين اليوم وهم يعانون، بسبب مواقفهم ومبادئهم وتمسكهم بهذه المبادئ ، لا يساومون أبداً ولسان حالهم يقول:( المنية ولا الدنية).
الأردن اليوم رغم كل الضغوطات والصعوبات في أقوى حالاته، فالأردنيين تجمعهم الشدائد وتوحد مواقفهم، وتدفعهم لإعادةحساباتهم، حيث ارتفعت الأصوات التي تطالب بإعادة النظر بتحالفاتنا التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة. ومع إدراكنا لعمق العلاقة الاستراتيجية التي تربط الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية،فإن شرخاً كبيراً حدث في وجدان الأردنيين تجاه من تنكر لهم في وقت الحاجة، وتعززت القناعة بضرورة بحث الأردن عن مصلحته وأولوياته، حيث أن الأردن ما زال يملك العديد من الأوراق والمفاتيح والخيارات السياسية التي تضمن له الخروج بأقل الأضرار وأكثر العبر والدروس.
حمى الله الأردن الغالي من كل شر، ليبقى عربياً حرأ عزيزاً، لتعلم الأجيال القادمة أن في الأردن قيادةً ورجالاً ما هانوا ولا خانوا ولا فرطوا بمبادئهم وكرامتهم وتراب الوطن.