من هو الوزير وكيف هي الحكومة .. وجهة نظر !

جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
الوزير عضو في طاقم حاكم , وله كلمة ثم صوت يقرر في كل شأن من شؤون الدولة , ولهذا فالوزير لا يجري إختياره إعتباطا أو لرغبة شخصية خاصة لأي كان عندما نتحدث عن دولة ووطن ! , وإنما فإن لهذا الإختيار الملقى على عاتق الرئيس المكلف وحده , شروطه وإعتباراته . من هذه الشروط والإعتبارات التي تؤهل شخصا للنظر مليا في إمكانية أن يولى منصب الوزارة , خبرة سياسية فائقة , قوة في الشخصية , سعة أفق وقدرة على قراءة الحاضر وإستشراف للمستقبل , وزن إجتماعي معتبر على مستوى الوطن كله , نزاهة ونظافة يد وفرج , إنتماء ليس موضع شك , تفضيل للمصلحة الوطنية العامة على الخاصة , علاقات محلية واسعة تكسبه إحترام العامة , وعلاقات إقليمية ذات أثر إيجابي ينعكس خيرا على بلده , وإن زاد على ذلك علاقات دولية مماثلة , فهو وزير بإمتياز ! من ينجح في إمتلاك تلك الخصائص على الأقل , مؤهل لأن يكون وزيرا سواء في الأردن أو غيره , ومن يفقد إحداها أو اكثر , قد يصلح لأي أمر آخر إلا أن يكون وزيرا , ومن تميز بالحكمة وبعد النظر فوق كل ما سبق , صار مؤهلا لأن يكون الوزير الأول " رئيس الوزراء " . البلد الذي لا يؤمن بتلك الثوابت ويختار وزراءه وفقا لمبتغيات شخصية أو خاصة أو تنفيعية وما شابه , سيظل يعاني حتى لو إنهالت عليه ثروات الكون كله , وعليه أن لا يلوم الظروف والتحديات أبدا , فالظروف والتحديات هي من تقتضي كل ما سبق وليس العكس ! . عملت مستشارا إعلاميا وسياسيا ولثمانية عشر عاما في رئاسة الوزراء ولرئيسي مجلسي الأعيان والنواب وغيرهم , وهي مدة كانت كافية لأعرف الكثيرين رؤساء ووزراء وأعيانا ونوابا ومسؤولين كبارا وأطلعت على الكثير الكثير , وبالتالي عرفت القدرات التي أشرت إليها أعلاه , وأشهد بأن الكثيرين ممن عرفت , يملكونها ولكن بتفاوت , وبأن الأردن غني جدا برجاله . وقطعا فإن المؤسسة الأمنية الأمينة على الوطن والشعب والعرش , تملك وبحكم عملها آلاف ما أملك وغيري من معلومات وإنطباعات , وهي مؤسسة في صلب العمل والواقع السياسي ليس في الاردن دون غيره , وإنما في سائر دول الكوكب نظرا لما تتطلبه مصالح الدول والشعوب حاضرا ومستقبلا على حد سواء ! . حكومة أردنية قوية تتوفر على ما سبق من مؤهلات , هي الجملة الأولى في أي نهج إصلاح وطني شامل وحقيقي قادر على مواجهة ظروفنا المحلية والإقليمية والدولية المستجدة , على دقتها وحساسية آثارها , خاصة عندما تدرك أن المواجهة وتحدي التحدي لا تكون إلا بقرارات وإجراءات إستثنائية يلتف حولها الأردنيون جميعا , وبلا إستثناء لأحد منهم . الله من وراء القصد