جفرا نيوز خاص-

خرج معروف البخيت من أعصار الكازينو بأقل معدلات الادانة  ، و نجا البخيت من محاكمة نيابية ، و لكنه بقى مدان في نظر الرأي العام الاردني الذي لن يغفر للبخيت و لا لمجلس النواب الذي منحه الثقة و أعاد الى قلبه الرشد و الأمان .
خسر البرلمان ثقة  الرأي العام  ، و حافظ على ود مشوهه مع  الحكومة ، أما الرئيس البخيت فأنه خسر كل شيء و كل الناس ، و التوازن السخيف الذي اعاده النواب لحكومته يتناقض مع أبسط قواعد اللعبة السياسية بالبلاد ، و يدمر مسيرة الاصلاح السياسي و محاربة الفساد و البحث عن سيادة القانون و عدالة تطبيقه .
ما جرى تحت قبة البرلمان أمس الاثنين  ، هو أشبه بالمهزلة السياسية ، أنه تحدي لكل قوى الاصلاح السياسي و تطهير البلاد من الفساد و المفسدين ، أنه "فتح " نيابي في الارتماء باحضان الحكومات وخلخلة
 في علاقات التصارع و التنافس و الخصام السياسي الديمقراطي بين الحكومة و البرلمان .
البخيت خرج من أزمته النفسية ، و لكنه نسى وهو يمتص أنفاسه سجائره أمس أن خالد شاهين لازال في لندن و أن فضيحته وقعت في عهد حكومته ، و أن الرأي العام الاردني لازال يتسأل عن حقيقة ما جرى وكيف هرب شاهين الى لندن ؟ ومن هو المسؤول عن تهريبه ؟ .
و كأنها نوع من "متلازمة الازمات " ، تلاحق البخيت و تطارده ، و تضرب في أعماق سياسيات حكومته ، و تصير منه رمزا للفساد و الأفساد ، و هذا ما أوجد عند البعض أعتقادا جازما بوصفه أنه راعي لطيف ومهذب  للفساد ، يقول أمس تحت القبة أنه لم يدخل بجيبه فلس حرام واحد من مال الحكومة ، و كأن الفساد يادولة الرئيس هو الاختلاس والسرقة  فقط ، ينسى الرئيس أن سوء أستغلال السلطة هو فساد ، وأن التعسف باستعمالها فساد أخطر ، و أن الاستهتار في تطبيق القانون و تفعيله هو أكبر من الفساد و اللعن .
فيبدو أن أدبيات البخيت في فهم فقه الفساد و الافساد ، لازالت محصورة بقاموس السرقة و النهب و السطو للمال العام ، ناسيا أنه ضرب أمثالا و أنواعا معقدة و غريبة في قضايا الفساد بدء من فضيحة الكازينو ومرورا بتزوير الانتخابات ووصولا الى تهريب خالد شاهين .
البخيت يعاني من لعنة الاقدار و الازمان ، وأشك أن الرجل مصاب بأمراض خطيرة في السلطة ، ولا تخلو أعراض أمراضه من علل نفسية و عضوية ، و بالعودة الى مسار عمله الحكومي و السياسي لهذا الرئيس تظهر وقائع و حقائق لا بد من التوقف عندها في هذا السياق «التشخيصي السريري».
في الحلقة التالية سنكشف مزيدا من العلل النفسية و العضوية للبخيت بعد أستشارة طبيب نفسي مختص ببعض الملاحظات العامة التي لم يتيسر لنا فهمها لانه يبدو أنها غريبة ومعقدة .