النقابات المهنية تنفق اموال الشعب على "سراب" وقادتها يبحثون عن بطولات


جفرانيوز – خاص
الكثير من ممارسات النقابات المهنية اصبح من الواجب التوقف عندها خاصة اذا كانت تلك الممارسات على حساب منتسبيها وهم ابناء الشعب الاردن،النقابات المهنية اصبحت بحكم الوصي ،الذي يمكنه التصرف بمال الشعب كيفما يريد،والغريب ان صوت المعترضين من ابناء الوطن يبقى خافتا الى درجة لا يسمع فيها احد،وبصفتها مؤسسات مستقلة اداريا وماليا فان الحكومة تقف متفرجة على ما يدور خلف جدران النقابات المهنية التي اصبحت تسعى للعب دور غير دورها ، بعيدا عن الهدف المهني الذي وجدت لتحقيقه وبعيدا عن الخدمات لمنتسبيها والذين باتوا يشكوا الامرين من لامبالاة النقابات المهنية باوضاعهم المعيشية.

واخر تلك الممارسات للنقابات المهنية شراء سفينة بقيمة 560 الف دينار من اموال الشعب للذهاب بها بالمعونات الى غزة، وكسر الحصار "كما يدعون"، فنحن في هذا البلد اكثر من يشعر بمصاب اخواننا في غزة وقد كان الحسين طيب الله ثراه ومليكنا المفدى عبد الله الثاني اول من وضعوا دعائم العلاقة التي تقوم على مساعدة اهل فلسطين المحتلة والوقوف الى جانبهم في مصابهم مهما كلفنا الموقف،فهم اول من من كسر الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية.
 لكن ان تخرج النقابات وتنفق اموال الشعب الاردني على مهاترات لا تفيد ولا تنفع فهذه الكارثة،فالسفينة التي جاءت بها النقابات المهنية والتي ستبحر الى غزة قريبا لن تكون تحت اي مظلة امنية وستقوم حكومة الكيان الصهوني بأسرها ،كما فعلت من قبل مع السفن التركية والاوروبية،اي ان تكلفة شراء السفينة وتجهيزاتها والمعونات التي تحملها سوف تذهب مع  جزر البحر ولن تصل الى الشعب الغزاوي الذي ينتظرها بفارغ الصبر،وهذا يصل بنا الى نتيجة واحدة وهو ان النقابات المهنية او قادة النقابات المهنية بشكل خاص باتوا يبحثون عن بطولات لهم ليس على حسابهم الشخصي بل على حساب منتسبيها والذين يتوقعون ان نقاباتهم مظلة الضمان لهم.

كان الاولى على النقابات المهنية اذا ارادوا بالفعل مساعدة الشعب الفلسطيني بغزة والضفة الغربية بدون اي اعمال بطولية،اوحملات كاذبة ضد الصهونية، اللجوء الى الهيئة الخيرية الهاشمية ،الهيئة التي اخذت على عاتقها ايصال المساعدات للمنكوبين من الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ،والتي لم تواجه يوما اي صعوبات تذكر من قبل الكيان الصهيوني،فهي تعمل تحت مظلة ملكية ضمن اطر انسانية بعيدا عن السياسة.

هذا احد الخيارات التي يمكن للنقابات اللجوء اليها في سبيل توفير المساعدات وايصالها الى الشعب الفلسطيني الذي في امس الحاجة لها،وهكذا نضمن توصيلها كاملة دون اي مشاكل او مناورات مع الجانب الاسرائيلي،فالامر "كما ذكرنا سابقا اصبح من الانسانيات ولا يجوز مزج الانسانيات بالسياسة والبطولات.

والشيء الغريب ان النقابات تقوم على الحديث مطولا على المساعدات للشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة،وتدخر مئات الالاف لذلك،ولم تطرح يوما مشروع مساعدات للمحتاجين من اقاربنا واهلنا في المخيمات وفي البوادي وفي القرى المنسية حتى في المدن الحضرية في الوطن، فاذا ارادت النقابات فانها ستجد معاناة الكثيرين في الاردن تفوق معاناة اهل غزة والضفة.

النقابات المهنية وجدت لكي تكون مظلة الضمان لمنتسبيها،والمؤسسة التي يلجأ اليها اذاما تقطعت السبل به،واهذافها محددة ضمن دائرة الخدمات لمنتسبيها . وعلى هذا لابد ان يكف احد يد قادتها عن اموال الشعب لانهم يسعون وراء اهداف سياسية وبطولات شخصية.