" ابعاد زيارة جلالة الملك الى واشنطن "..الحياد الإيجابي وابعاده
جفرا نيوز- بقلم :ردينة العطي
إن الزيارة الملكية إلى واشنطن وجدول أعماله المرتكز على لقاءات مع صناع القرار الحقيقين في الكونغرس ووزارة الخارجية ولقاءاته مع قادة الجاليات العربية والإسلامية الامريكية والتي تأتي في ظل التطورات المتسارعة على صعيد الازمات في المنطقة وخاصة تبلور حراك دبلوماسي وسياسي فيما يخص الأزمة السورية اللقاءات بين دول المنطقة و خاصة اللاعبين الدوليين و الإقليميين لإعادة التذكير بان الموقف الأردني من كل ذلك مازال صلبا متماسكا مرتكزا على ثوابته السياسية وأهمها القضاء على الإرهاب ومحاربته وتصفية منطلقاته الفكرية.
وان أي حل يجب ان يرتكز على وحدة الأراضي السورية والحفاظ على استقرار الجبهة الجنوبية لسوريا بما يضمن الحفاظ على مصالح الأردن العليا وحل قضية اللاجئين السوريين بما يضمن عودة آمنة لهم .
هذا من جانب من جانب آخر هو ما يدور في الكواليس من حل للقضية الفلسطينية تحت شعار صفقة القرن وما تسرب حولها من مصطلحات ودعوات مثل الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية والوطن البديل أو الخيار الأردني وكل تلك التسريبات والتي تشغل الرأي العام العربي عامة والأردني الفلسطيني خاصة فقد ذهب جلالته ليؤكد على عدم تزحزح الأردن عن ثوابته الوطنية القائمة على حل الدولتين والحفاظ على الهوية الفلسطينية المستقلة وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على ترابة الوطني وعاصمته القدس الشريف أن الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية هي خط احمر وأن أي ترتيبات اوحل نهائي أو مرحلي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار رؤية الأردن وفلسطين لتلك الحلول على محمل الجد أن أي تنازل عن تلك الثوابت مرفوض ولن يمر وليس خاضعا لأي مساومة او تأويل .
لقد رأى الأردن بأن التسارع في الأحداث والتحولات في السياسات وإعادة تموضع القوى الإقليمية والعربية والدولية انسجاما وواقع التحولات على الأرض والتي تفرضها التدخلات غير المسبوقة لتلك القوى في المنطقة لن تتأتى على حساب المصلحة الأردنية والفلسطينية العليا وهذا يجب أن يكون واضحا للقاصي والداني
وان الأردن لن يسمح بان تصاغ السياسات على قاعدة التغاضي عن هذه الثوابت والدور المحوري للأردن في الصراع الإقليمي ومخاوفه المشروعة حول ضبابية السياسة الخارجية الأمريكية أن الأردن قادر على إحباط أي مشروع حل ينتقص من دوره وريادته في الإبقاء على الأستقرار الأمني والمجتمعي ، وأن الأردن بداء بالعمل على سياسة الاعتماد على الذات في الخروج من واقعه الاقتصادي والذي وصل الى حد لا يطاق والذي هو نتيجة طبيعية لدوره الإنساني في احتواء مخرجات الصراعات الإقليمية والدولية على المنطقة وان الأردن الذي يحتوي العدد الأكبر من اللاجئين رغم موارده المحدودة جدا فقد عمل على تأمين حياة كريمة لهذا اللجوء من قوت أبنائه وبضغط غير مسبوق على موارده الطبيعية والاجتماعية والبشرية .
نعم هذه هي الرسالة التي يريد أن يوصلها جلالة الملك دون تحفظ او مراعاة لدبلوماسية وبرتوكولات العلاقات العامة لان الوضع لم يعد يطاق خاصة بما يتعلق بما يتحمله الأردن من ضغط غير مسبوق كما أسلفنا.
إن سياسة النأي بالنفس عن المشكلات البينية المختلقة بين الدول العربية يجب أن تفهم في محلها وان الأردن ليس جزءا من تلك الخلافات أن الحياد الإيجابي هي سياسة الأردن والتي دائما ما حددت تحركاته ومواقفه من الخلافات بين الاشقاء وانه لا يرى مبررا لمحاولة الضغط عليه لتغيير هذا النهج وان الأردن ينظر بعين الرضى على الوساطة الكويتية وانه دائما سيكون مبادرا في رأب الصدع بين الاشقاء دون أي اصطفافات وسياسة المحاور والتي تزيد الشق وتعمق الخلافات.
ان الأردن سيعمل كل ما في وسعه للحفاظ على ثوابته برغم كل الضغوط وكل ما يحاك له في الخفاء وان الأردن بكل وضوح غير راض عن تحويل البوصلة نحو الشرق " أي الجمهورية الإسلامية الإيرانية " وان بوصلته هي فلسطين أولا وأخرا لأنها البوصلة الأكثر عدلا وهي معيار السلام والاستقرار في المنطقة الإقليم والعالم الإسلامي
هذه هي رسالة جلالته الى الإدارة الامريكية وهذه تلقى اصطفافا كاملا وسندا شاملا من الشعب الأردني الذي يعتبر ما يقوله جلالة الملك يعبر عن طموحات وأحلام آمال الشعب الأردني.