ذكرى استشهاد وصفى التل

جفران يوز - خلـف وادي الخوالــدة •يستذكر الأردنيون ومعهم أحرار الأمة ذكرى استشهاد بطل قومي تجاوزت طموحاته وبطولاته حدود الوطن وهو الرمز الأردني العروبي " وصفي التل " الذي يعتبر حالة نادرة متميزة بمواقفه وسيرته التي عز نظيرها، عاش حياته العملية في مدرسة الهاشميين مدرسة الرجال الرجال الأوفياء، و رفيق الدرب لباني صروح الوطن " الحسين ابن طلال " طيب الله ثراه وساعده الأيمن في أحلك الظروف والملمات. تدرّج بالوظائف بدءاً من موظف متواضع متميّز وبخطوات ثابتة وواثقة وصولاً إلى رأس الهرم في السلطة التنفيذية حتى أصبح رجل دولة بامتياز و رسّخ وبتوجيهات قيادته الفذة الحكيمة دولة المؤسسات والقانون واحترام العرف العشائري الإيجابي الذي يجسد أسمى معاني الرجولة والإباء والحكمة لتبقى العشائر صمام أمن وأمان الوطن ورديفاً قوياً لدولة المؤسسات والقانون العدالة هدفه الأغلى وهيبة الدولة شعاره الأسمى و كان مثالاً للشجاعة والرجولة والنزاهة وصدق الإنتماء والولاء. عشق الأردن كعشق الانسان للهواء الطلق. يؤمن بالهوية العربية الجامعة. قدوة ومثالاً في عشقه للأرض توجيهاً وعملاً ميدانياً عندما نادى بأردنٍ أخضر. وحوّل الصحراء القاحلة إلى جناتٍ غنّاء وبذلك ساهم في الحد من الفقر والبطالة يعالج قضايا الحاضر بحكمة وحزم وحنكة وشجاعة وعدالة واتزان يستشرف المستقبل وتداعياته بدقة وبصيرة ثاقبة ويعدّ العدة لكل حدث محتمل قبل حدوثه يعتمد أسلوب الثواب والعقاب بعدالة متناهية متواضعاً لمن يستحق التواضع وحازماً عندما يستدعي الظرف ذلك جندياً شجاعاً مقداماً. يعشق رفاق السلاح والنضال والجهاد ويعتز ويفاخر ببطولاتهم من أوائل من قاد المناضلين والمقاومين ضد غزو العصابات الصهيونية لفلسطين يؤمن بالمقاومة الشريفة الصادقة التي توجه حرابها ضد العدو المحتل ليكون الشعب من خلفها داعماً وظهيراً لها مدافعاً شجاعاً عن الهوية الفلسطينية وعروبتها وانهاء الاحتلال لها إلى أن دفع دمه الغالي ثمناً لذلك. لم يترك ورائه وكغيره من رجالات الوطن الشرفاء قصوراً فارهةً ولا أبراجاً عاليةً ولا شركات عملاقة وأرصدة بالمليارات خارج الوطن، وإنما تركوا وطناً قوياً عزيزاً زاخراً بإنجازاتهم وأجيالاً تربّت على الفضيلة والخلق الحسن وعشق الوطن وصون منجزاته. هذا بعضاً يسيراً من سمات الراحل الكبير وصفي التل الذي يعجز الكتّاب والمفكّرين والباحثين عن حصرها لأنه مدرسةً شاملةً متكاملة بإيجابياتها وإنجازاتها. حفظ الله الأردن الأعز والأغلى آمناً مستقراً وحفظ الله قيادته الفذة الحكيمة من آل هاشم الأطهار والرحمة والرضوان لشهدائنا الأبرار.