انفصام أخلاقي !

جفرا نيوز - فارس الحباشنة  انفصام شخصية يحتاج كينونة الاردنيين ، علامة بارزة بالاخلاق المريضة و العفنة ، مجتمع يعيش انفصام طولي وعرضي و بحركاته العلنية المحافظة و السرية الهاتكة . وبالطبع الانفصام وليد للاستبداد و القهر والجهل و البؤس الاجتماعي .
فمجرد جولة في "تكسي أصفر " تكشف العجب العجاب ، تسمع ما لا يسمع عن عالم سفلي مليء بكل الموبقات والممنوعات والمحظورات ، تسمع حكايا عن دعارة ومجتمع بلا عذرية ، وكذبة كبرى أسمها الاخلاق الفاضلة ، تسمع عن عالم الليل وبيوت الدعارة و الشقق المفروشة وغيرها .
دعارة اردنية ، كلام قد يبدو غريبا على مسامع البعض ، ولكنها حقائق اجتماعية تصعد من حولها الى حدود تحولت فيها الى واقع متفق عليه . لم يعد غريبا أن تسمع بيوت دعارة وقوادين بشكل واخر ، وتسمع عن مظاهرات وخطب رنانة تهاجم الفساد الاخلاقي .
لم يعد غريبا أرتباط الاخلاق بالحجاب و ملابس الحشمة وهي علامات شكلية تختصر قيم الشرف و الاخلاق ، علامات تعرف طريقها باحيان كثيرة لخداع المجتمع "اقنعة " للنفاق . فماذا يعني أن تتزوج مثلا فتاة عمرها 22 عام رجلا عمره 60 عام ، أليس عمليات بيع وشراء للجسد ، المال مقابل الشهوة والجسد ، يقر بانه زواج و هو بالحقيقة دعارة .
الرجل يمكن أن يفعل ما يشاء تحت بند ما ملكت ايمانك يعلم السبعة وذمتها كما يقولون ، و لكن يتلوي ضميره الاخلاقي عندما يرى فتاة لابسة ثياب عصرية وخفيفة تشعرها بالحرية . و يغمز ويلمز بانها عاهرة ومبتذلة ورخيصة و غير مؤدبة و ما شابه .
عوارض لانفصام عميق يصيب الاردنيين ، مثلا فتيات يبعن اجسادهن ولكن عذرويهن مصانة . فبدل ان نفكر في كيف تواجه صعوبة الحياة وقسوتها ، تتقن دروسا في الجنس اليسير و الامن .
الاعتراف بالخراب والجريمة والمفسدة أكثر امنا من التستر عليها . العالم السري و عالم الدعارة وغيرها من المسميات المرعبة التي يخاف البعض من طرحها و تداولها و يستبدلها بمعجم الالفاظ ناعمة و غير صادمة . العالم السري و تجارة المتع السرية ترصد ميزان حرارة المجتمع . تكشف خباياه وامراضه ومصايبه و وويلاته .
والمجتمع الذي يرفض الاعتراف ويخبي رأسه في الرمال يكون اكثر مرضا ، مجتمع تكون الذكورة به مقدسة وعلوية . مجتمع ترى به العجب العجاب ، مقاهي و"كافي شوبات " ومطاعم هي بيوت للدعارة بشكل واخرى ، رجال يجالسون فتيات مقابل المال ، وفتيات يقدمن أي خدمة قبلة و لمسة و قبضة واحيانا اكثر مقابل المال ،ويجري هذا علنا وامام الطاولات .